عزة فهمي، «أيقونة» في مجال صناعة الحلي، بالمنطقة العربية والعالم. تتلمذت أجيال كثيرة، ولا تزال، على يديها، من خلال مراكزها لتعليم صناعة الحلي. مثل: «استوديو عزة فهمي»؛ حيث يتحقّق التعليم في مقابل أقساط دراسية، والبعض الآخر عبارة عن منح بالمجان عن طريق «مؤسسة عزة فهمي لإحياء الحرف التراثية».
«مؤسسة عزة فهمي لإحياء الحرف التراثية»
توفّر «مؤسسة عزة فهمي لإحياء الحرف التراثية» بيئة محفزة وتعليمية للحرفيين، وتُقدّم ورش عمل ودورات تدريبية لنقل المعرفة والتقنيات القديمة إلى الأجيال الصاعدة. كما تشجع على الإبداع والابتكار، من خلال منصات للحرفيين لتطوير منتجاتهم وتصميماتهم بطرق تلائم ذائقة العملاء الحديثة. في هذا الإطار، تشرح المهندسة ياسمين الحملاوي، مديرة المؤسسة، كيفية العمل مع المتدربين، فتقول لـ«سيدتي»: «المؤسسة غير هادفة إلى الربح، وهي تقدم برامج التدريب المهني وفرص العمل، كما تدعم المشاريع التجارية الناشئة العائدة إلى الشباب المصري الموهوب في صناعة الحرف اليدوية، من أجل الحفاظ على تراث الحرف التقليدية في مصر»، لافتة إلى «دور عزة فهمي في الدعم والتأثير في عالم صناعة الحُلي، ونقل الثقافة العائدة إلى المجال؛ ما يؤثر في خروج جيل جديد من خبراء صناع الحُلي الذين يتحلون بقدرات استثنائية».
عن كيفية متابعة المتدربين، بعد انتهاء المنحة، ودعمهم مادياً أو معنوياً، تجيب ياسمين: «نقدم للخريجين الدعم عن طريق توفير أدوات أو ورش العمل والمعدات اللازمة لهم للقيام بأعمالهم، إضافة إلى التشجيع والإلهام ليكملوا رحلتهم، مع نشر قصصهم على وسائل التواصل الاجتماعي والإشادة بإبداعاتهم وابتكاراتهم».
الجدير بالذكر أن الدورات موجهة إلى الشابات والشبان، وهي تعكس اهتمام عزة فهمي والقيمين على المؤسسة بتمكين شباب مصر.
وعن كيفية اختيار الكوادر وتأهيلها، تشرح ياسمين: «أولاً، نضع مؤشرات دقيقة لانتقاء الكوادر الأكثر تأهيلاً؛ ولمجرد اختيار الكوادر المناسبة، يجب تأهيلهم بشكل مستمر؛ لضمان تطوّرهم المهني، وإعطاء الأولوية للتدريبات المتخصّصة في التصميم والإنتاج والجودة. كما نساعدهم عبر توفير فرص التطوير الشخصي من خلال حضور دورات تدريبية وورش عمل لزيادة المعرفة والكفاءة».
يمكنك أيضاً متابعة لقاء سابق مع هاجر الدخيل مصممة مجوهرات
خريجات تجمعهن موهبة صناعة الحلي
تتيح «مؤسسة عزة فهمي» فرصاً للمتدربين، من خلال الشهادات التي تقدمها لهم، تتمثل في أن يلتحقوا في مجال ورش التصميم وتصنيع الحلي، أو منحهم عملاً بوصفهم مساعدين للمدرّب، أو العمل في مؤسسة عزة فهمي.
في حديث «سيدتي»، مع خريجات في المؤسسة، تقول نورهان حسن: «تخرجت في كلية الآداب، لكنّي محبّة للفن طوال حياتي، لذلك التحقت بمركز إحياء الحرف التراثية بوزارة الثقافة. ثم علمت بعد أن فرغت من الدورة التدريبية بمنحة التدريب في مؤسسة عزة فهمي. تقدّمت لها، وفيها تعلمت تقنيات كثيرة في المجال، مثل: النقش والتشميع والتشبيك وغيرها من تلك التقنيات». وتزيد: «تخصّصت في تصنيع فن الشفتشي؛ أي الفن الشفاف، فرعوني الأصل، الذي يهدف إلى إنتاج قطع تتحلّى بها المرأة، بشكل بديع. في هذا الإطار، أنقش أو أصمّم معدنَي النحاس والفضّة. بعد تخرجي أسست مشروعاً، وأقوم عبر كل قطعة أصنعها بإظهار الفلسفة الكامنة ورائها. راهناً، أسوق القطع التي أصنّعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المشاركة في المعارض».
تتشابه تجربة رانيا سمير، خريجة كلية التربية الفنية، مع زميلتها نورهان حسن. تقول رانيا: «درست الحلي منذ سنوات، ودربت نفسي بنفسي، حتى جاءتني المنحة من خلال فيسبوك. بعد التخرج، واصلت ابتكار تصميمات جديدة، إضافة إلى توصيل ما تعلمته لمن يريد الدخول في هذه الصناعة من خلال هذه المؤسسة التي منحتني فرصة شغل دور مساعدة مدرب». وتذكر «لديّ علامة أروّج لها على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاركتي في المعارض التي تعدّها مؤسسة عزة فهمي».
من جانب نهى وائل، خريجة كلية التربية الفنية، فقد تعرفت إلى مجال الحلي منذ دراستها في الكلية، وتحديداً في قسم المعدن. ثمّ كانت من ضمن الدفعة الأولى من مؤسسة عزة فهمي، وذلك عام 2019. بعد الدورة، التحقت بتدريب الكوادر الجديدة، بعدما شغلت منصب مساعدة مدرب. تقول: «أستمر في التدريس لنقل خبرة الحرفة، إضافة إلى ممارستي المهنة».
تقول وفاء محمود، منسّقة التدريب في مؤسسة عزة فهمي لإحياء الحرف اليدوية، تلقّيت التدريب على صناعة الحلي لمدة ستة أشهر: «في المرحلة الأولى، نتعلم كلّ أساسيات الحليّ، بعد ذلك نتقن سبك الشمع والتشبيك وغيرهما من التقنيات»، موضحة أنه «من شروط المنحة التفرغ الكامل للدراسة والتدريب، وهما يقدمان بالمجان، كما نحصل على بدل للمواصلات». وعن المؤسسة، تقول وفاء: «بدأت المؤسسة عام 2012 تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، أما المنح فبدأت في 2018، وحالياً في طور تدريب الدفعة السادسة من المفيدين من المنح».
من ناحية آية عطوة، المسؤولة عن التخطيط وإعداد ورش العمل بـ«مؤسسة عزة فهمي لإحياء التراث»، يقوم الطلبة بصنع الحلي من الورق ومن العظم، فالابتكار لا حدود له. وتشرح: «يتعلم المتدربون كل التقنيات والأساليب، من المجوهرات المعاصرة إلى كيفية استخدام الصيغ التراثية. المهم هو أن يحافظوا على اللمسة التراثية للحرفة. وأيضاً، هم يتعلمون فن الخط». وتتابع: «استوديو عزة فهمي للتصميم، يُعدّ بالتعاون مع مدرسة «الكيميا» في فلورنسا، دورات تدريبية وورش عمل وبرامج. تتطلب الدورات دفع مقابل مادّي من المهتمين، علماً أن الهدف منها هو التدريب العملي، فلا شرح نظريّاً».
ومن عالم صناعة الحلي والمجوهرات أيضأً اخترنا لك اللقاء مع المصممة ليليان إسماعيل