يعاني معظم النساء من الصداع لأسباب عديدة تتعلق بالمشاكل والمواقف التي يواجهنها في حياتهنّ اليومية. سواء كنتِ تعانين من الصداع لسنوات أو صرت تصابين به حديثاً، فمن المهم معرفة نوع الصداع الذي تعانين منه، من أجل الحصول على العلاج المناسب.
هذا ويعتبر الصداع التوتري، في الوقت الراهن، النوع الأكثر شيوعاً، ولكن متى يكون صداعك "مجرد صداع"؟، ومتى يكون علامة على أمر أكثر خطورة؟.. المعالجة النفسية نورما الحلو بيطار تجيب على هذه الأسئلة لـ"سيدتي"، مشيرة إلى الصداع التوتري وعلاقته بالتوتر، إضافةً إلى أعراضه وطرق علاجه.
ما هو الصداع التوتري؟
تقول المعالجة النفسية بيطار: "الصداع التوتري هو من أكثر أشكال الصداع انتشاراً بين البالغين، حيث يشعر المريض بالشدّ أو الضغط حول الجبهة أو مؤخرة الرأس والعنق، وكأن الرأس مربوط بربطة شديدة". وللصداع التوتري نوعان يختلفان بحسب استمراريته، وهما:
- الصداع التوتري العَرَضي: يمكن أن يستمر هذا الصداع من 30 دقيقة إلى أسبوع، ويتكرر حدوثه ليصبح مزمناً.
- الصداع التوتري المزمن: يستمر هذا النوع من الصداع لساعات، أو لفتراتٍ زمنية طويلة، كما يمكن أن يحدث لمدة 15 يوماً فأكثر في الشهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، مما يجعله مزمناً.
قد يعجبكِ أيضاً علامات تدل على تدهور حالتك النفسية.. ونصائح اختصاصية نفسية
ما علاقة الصداع التوتري بالتوتر؟
تشير بيطار إلى أن "العلاقة تتجلى بين الصداع التوتري والتوتر بالسببية، حيث إن زيادة التوتر، وهو ناجم عن ضغوط عديدة، تُسهم في ظهور الصداع التوتري بنسب مهمة". وتؤكد على أن أسباب التوتر ناجمة عن مجموعة من العوامل الضاغطة وأبرزها الآتي:
- الإجهاد، مع عدم أخذ قسطٍ من الراحة أو الخمول.
- الشد العضلي، وحدوث انقباضات وتشنجات للعضلات الموجودة في الوجه والدماغ والعنق.
- الجلوس فترات طويلة أمام شاشات الحاسوب والتلفاز.
- النوم بطريقة غير صحية.
- بعض الضغوط النفسية، وضغط الحياة والإجهاد والجوع لفترات طويلة.
- الجو البارد المحفز لنوبات الصداع التوتري في بعض الحالات.
- الإصابة بالزكام المتكرر وتعدد الإصابة بالإنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية.
- الصدمات العاطفية القاسية، المشاكل الأسرية والاجتماعية، وغيرها من العوامل النفسية.
- التعرّض فترات طويلة لأشعة الشمس والحرارة.
ما أعراض الصداع التوتري؟
برأي المعالجة النفسية بيطار "يمكن لأعراض الصداع التوتري أن تظهر على غفلة أو بشكل تدريجي، حيث تبدأ ملامح هذا الصداع في الطفولة وتكون واضحة وظاهرة في مراحل منتصف العمر". ومن بين هذه الأعراض تذكر بيطار الآتي:
- الإحساس بألم عام في الرأس أو على جانبي الرأس، وأحياناً يمتد إلى مؤخرة الرأس والعنق.
- الإحساس بضغط حول الجبين كله والشعور بألم في حالة لمس فروة الرأس وعضلات الكتف والعنق.
- حساسية خفيفة إلى متوسطة من الضوء والصوت.
- اضطرابات في الأكل، وغالباً ما يتزامن مع الصداع التوتري فقدان الشهية.
وتلفت بيطار إلى أن "الصداع التوتري يستمر ما يقرب 30 دقيقة، ويمكن أن يمتد إلى 12 يوماً على هيئة نوبات لمدة ساعات، لكن في غالبية الحالات الطبيعية يستمر ساعات فقط، ثم يخف ويزول من تلقاء نفسه، إذ إن غالبية هذه النوبات تبدأ أثناء النهار وتشتد في الليل بعد مرور مدة زمنية، ثم تزول النوبة بعد مرحلة الشدّة".
ما علاج الصداع التوتري؟
يمكن التخلص من الصداع التوتري وفق المعالجة النفسية بيطار، باعتماد النصائح التالية:
- تغيير في نمط الحياة: التحكم في مستوى التوتر، وبالتالي العمل على استبعاد العوامل المسببة للتوتر.
- اللجوء إلى كمادات الماء الدافئة أو الباردة التي تسهم في تهدئة العضلات، وتخفيف الصداع التوتري، وذلك عبر تطبيقها مباشرة على منطقة الألم.
- يساعد شكل الجسم المستقيم والصحيح في درء تشنج العضلات، خاصة عضلات الرقبة والكتفين.
- يمكن أن تساعد بعض المكملات في علاج الصداع التوتري، وتشمل المغنيسيوم، ونبات البوتيربور (Butterbur)، والريبوفلافين (Riboflavin) وإنزيم Q10. لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من أنواع المكملات الغذائية.
- الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان.
- الاستراحة بعد فترة العمل على الحاسوب.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الإكثار من شرب الماء.
- تجنّب الإفراط في تناول الكافيين، والابتعاد عن التدخين تماماً.
النساء أكثر عرضة للصداع التوتري
وتلفت بيطار إلى أنّ "الدراسات الحديثة تشير إلى أن نوبات الصداع التوتري تصيب النساء أكثر من الرجال خلال فترة الحياة عموماً، وبذلك تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بهذا الصداع من الرجل، حيث تصل نسبة النساء اللواتي يعانين من الصداع التوتري إلى ضعف نسبة الرجال، وغالباً ما يصيب الأشخاص البالغين بشكل أكبر، خصوصاً في سن الأربعين، حيث يصل إلى قمة الإصابة.
وتضيف: "نتيجة حجم انتشار الصداع التوتري الواسع، فهو ينعكس على الأداء في الحياة وعلى الإنتاج والعمل، وخصوصاً إذا كان من النوع المزمن والمتكرر، فيجعل نشاط الشخص محدوداً، ويكون غير قادر على تأدية وظائفه ومهامه بالشكل المعتاد الطبيعي، حيث يحتاج المصاب بهذا النوع إلى البقاء في المنزل حتى تنتهي نوبة الصداع الشديد".
هل يسبب الصداع التوتري الاكتئاب؟
تجيب بيطار "عند الحديث عن اضطراب نفسي وعلاقته باضطراب جسدي، فنكون في صدد الحديث عن دينامية تفاعلية فيما بينها، حيث إن الاكتئاب وفق الدراسات النفسية الحديثة يلعب دور المسبب للصداع التوتري".
اقرئي أيضاً أسباب الصداع المتكرر وفق دراسة علمية حديثة.. وطرق العلاج
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.