تأثير الحالة النفسية على انتظام الدورة الشهرية وفقاً لعلم النفس

للحالة النفسية أن تؤثر على انتظام الدورة الشهرية
للحالة النفسية أن تؤثر على انتظام الدورة الشهرية

الدورة الشهرية عملية بيولوجية معقّدة تتأثر بمجموعة واسعة من العوامل النفسية والجسدية؛ فالمشاعر السلبية مثل التوتر، القلق، والاكتئاب يمكن أن تؤثر بشكل كبير على انتظام الدورة الشهرية وعلى غزارتها.
تُعتبر الدورة الشهرية جزءاً طبيعياً من حياة المرأة؛ إذ تعكس صحة الجهاز التناسلي والتوازن الهرموني لديها، ومع ذلك، فإن العديد من النساء يلاحظن تغييرات في دورتهن الشهرية عندما يواجهن ضغوطاً نفسية أو حالات عاطفية شديدة.
في المقال الآتي تتحدث الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي أزنيف بولاطيان حول تأثير الحالة النفسية على انتظام الدورة الشهرية والطرق الممكنة للتعامل مع هذه التغييرات.

الاختصاصية أزنيف بولاطيان

العلاقة بين العقل والجسد

العقل والجسد مرتبطان بشكل وثيق؛ إذ يمكن للحالة النفسية أن تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعكس صحيح، عندما تتعرض المرأة للضغط النفسي، سواء كان ناتجاً عن مشاكل في العمل، علاقات شخصية، أو أحداث حياتية مؤلمة، يمكن أن يتسبّب ذلك في تغييرات في الهرمونات التي تنظّم الدورة الشهرية، الدماغ والجهاز التناسلي يتواصلان بشكل مستمر من خلال الإشارات الهرمونية، عندما يكون الدماغ تحت ضغط نفسي مستمر، فإنه يرسل إشارات إلى الغدة النخامية والغدة الكظرية؛ مما يؤدي إلى تغييرات في إفراز الهرمونات، هذه التغييرات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الدورة الشهرية.

تأثير الضغوط النفسية على الدورة الشهرية

  1. التوتر والقلق: التوتر المستمر والقلق يمكن أن يؤديا إلى تغييرات في مستويات الهرمونات؛ مثل الكورتيزول والأدرينالين؛ مما يؤثر على إفراز هرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، هذا الخلل الهرموني يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث قد تصبح الدورة أطول أو أقصر من المعتاد، أو قد تتوقف تماماً لفترة معينة.
  2. الاكتئاب: النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب قد يلاحظن تغييرات في دورتهن الشهرية أيضاً، الاكتئاب يؤثر على منطقة في الدماغ تُعرف باسم "الهيبوثالاموس"، والتي تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم الدورة الشهرية، التغييرات في هذه المنطقة يمكن أن تؤدي إلى دورات غير منتظمة أو مؤلمة.
  3. اضطرابات الأكل: القلق والتوتر قد يدفعان بعض النساء إلى تبنّي سلوكيات غير صحية في تناول الطعام؛ مثل الإفراط في الأكل أو فقدان الشهية، هذه الاضطرابات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى نقص الوزن الشديد أو السمنة، وكلاهما يؤثران على الدورة الشهرية بشكل سلبي.

طرق التعامل مع التغييرات في الدورة الشهرية بسبب الحالة النفسية

التحدث مع مستشار أو معالج نفسي يمكن أن يكون مفيداً
  • الحصول على الدعم النفسي: التحدث مع مستشار أو معالج نفسي يمكن أن يكون مفيداً للتعامل مع الضغوط النفسية، العلاج بالكلام يمكن أن يساعد في تحديد مصادر التوتر وتطوير استراتيجيات للتعامل معها بفعالية، الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفّر الراحة العاطفية ويساعد في تحسين الحالة النفسية.
  • العلاج النفسي وخاصة العلاج الإيحائي: الدورة الشهرية يمكن أن تتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية والمشاعر السلبية، العلاج النفسي، وخاصة العلاج الإيحائي يمكن أن يكون أداة فعّالة لمعالجة مشاكل الدورة الشهرية الناتجة عن التوتر والقلق.

من المفيد التعرّف إلى تجربتي مع السباحة بعد الأكل مباشرة ورأي أهل الاختصاص.

  • ممارسة الرياضة بانتظام: الرياضة تلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة النفسية والجسدية، يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، وتحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين؛ مما يساهم في تحسين المزاج وتنظيم الدورة الشهرية.
  • تناول غذاء متوازن: التغذية السليمة تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على توازن الهرمونات، يجب التركيز على تناول الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الصحية، والدهون الجيدة، تجنّب تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة والكافيين الزائد يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والالتهابات.
  • تقنيات الاسترخاء؛ مثل التأمل، اليوغا، والتنفس العميق يمكن أن تكون فعّالة جداً في تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة النفسية، تخصيص وقت يومي لممارسة هذه التقنيات يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرات السلبية على الدورة الشهرية.
  • النوم الجيد: الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم الجيد يلعب دوراً حاسماً في تنظيم الهرمونات والحفاظ على الصحة النفسية، يجب التأكد من النوم لمدة تتراوح بين 7-9 ساعات ليلاً، وتجّنب العوامل التي تعيق النوم؛ مثل الكافيين قبل النوم والإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.

الدورة الشهرية والصحة النفسية: الخلاصة

الدورة الشهرية هي عملية حساسة يمكن أن تتأثر بشكل كبير بالمشاعر السلبية، من خلال فهم العلاقة بين الحالة النفسية والدورة الشهرية، يمكن للمرأة اتخاذ خطوات لإدارة التوتر والقلق بشكل أفضل؛ مما يساعد في الحفاظ على دورة شهرية منتظمة وصحية، بعض الاستراتيجيات مثل ممارسة الرياضة، تقنيات الاسترخاء، الحصول على الدعم النفسي، والعناية بالصحة العامة يمكن أن تكون مفيدة للغاية في تقليل تأثير المشاعر السلبية على الدورة الشهرية.


*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.