تُعد الشطة الحارة من الأطعمة المفضلة للكثير من الأشخاص حول العالم، نظراً لما تضفيه من نكهة قوية ولاذعة على الطعام، ولكن الأمر يختلف مع الحامل؛ حيث تتغير الكثير من المعايير والنصائح الغذائية، وتصبح الحامل أكثر عُرضة للقلق والمرض بشأن أي طعام قد يؤثر على صحتها أو صحة جنينها، ومن بين الأسئلة التي تثير القلق بين النساء الحوامل هي: هل تناول الشطة الحارة بكثرة أثناء الحمل آمن؟ وهل لها تأثيرات سلبية على الجنين؟ أو تتسبب في مضاعفات صحية للأم الحامل؟
في هذا التقرير يتناول الدكتور محمود وهدان اختصاصي التغذية العلاجية تأثيرات تناول الشطة الحارة أثناء الحمل، ومخاطرها المحتملة، بجانب الفوائد التي قد تجنيها الحامل من تناولها بشكل معتدل، بالإضافة إلى نصائح للحامل التي ترغب في الاستمتاع بمذاق الشطة الحارة من دون قلق.
الشطة الحارة
هي التوابل التي تُستخلص من الفلفل الحار، سواء كان الفلفل حاراً طازجاً أم مجففاً، وتحتوي الشطة على مركب كيميائي يسمى "الكابس يسين"، الذي يمنحها طعمها الحار والمميز.
والمعروف أن الكابس يسين له تأثيرات متعددة على الجسم، حيث يعمل على تحفيز الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقان في الفم وفي الجسم بشكل عام.
يمكن استخدام الشطة الحارة في العديد من الأطباق الشعبية حول العالم مثل؛ الأطعمة المكسيكية، الآسيوية، والمأكولات التي تتمتع بنكهات حارة ومبهرة.
وفي حين أن الشطة قد توفر نكهة مميزة، فإن السؤال الأهم بالنسبة للنساء الحوامل هو: هل لها تأثيرات سلبية أثناء الحمل؟
فوائد الكزبرة الناشفة مهمّة جداً.. لا تتخلي عنها
هل الشطة الحارة آمنة أثناء الحمل؟
يرافق الحمل العديد من التغيرات في الجسم، حيث يصبح الجهاز الهضمي للحامل أكثر حساسية لبعض الأطعمة والتوابل، بما في ذلك الشطة الحارة.
لذا، فإن تناول الشطة الحارة بكميات معتدلة يعتبر آمناً في الغالب بالنسبة لمعظم النساء الحوامل، لكن تناولها بشكل مفرط قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية.
تأثير الشطة الحارة على الجهاز الهضمي للحامل
أحد أبرز التأثيرات التي قد تنجم عن تناول الشطة الحارة بكثرة أثناء الحمل هو تأثيرها على الجهاز الهضمي، والحامل قد تكون أكثر عُرضة للمعاناة من بعض المشاكل الهضمية مثل الحموضة المعوية أو ارتجاع المريء بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، الكابس يسين الموجود في الشطة قد يحفز إفراز الحمض المعدي، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الحموضة أو حرقة المعدة.
الحموضة المعوية (الحرقة)
عند تناول الشطة الحارة، قد تشعر الحامل بحرقة في المعدة أو في الجزء العلوي من البطن، مما قد يسبب عدم راحة أو ألماً، ومع تزايد حجم الرحم وضغطه على المعدة، تصبح هذه المشكلة أكثر شيوعاً أثناء الحمل، وقد تؤدي الشطة الحارة إلى تفاقم هذه الأعراض.
ارتجاع المريء
ارتجاع المريء هو حالة طبية شائعة أثناء الحمل، حيث يرتد الطعام والحمض المعدي إلى المريء، مما يسبب شعوراً بالحموضة والتهيج، والشطة الحارة يمكن أن تساهم في زيادة هذا الارتجاع، خاصة إذا تم تناولها بكثرة أو على معدة فارغة.
تأثير الشطة الحارة على الجنين
من الناحية العامة، يعتبر تناول الشطة الحارة بشكل معتدل أثناء الحمل آمناً ولا يؤثر مباشرة على صحة الجنين، وذلك لأن الكابس يسين المركب المسؤول عن الحرارة في الشطة، لا يدخل مجرى الدم بشكل كبير، وبالتالي لا يصل إلى الجنين بشكل مباشر.
ومع ذلك، بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة الحارة بكثرة قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية مثل: زيادة مستوى التوتر الذي يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للأم وبالتالي على صحتها العامة.
أبرز الأطعمة الضارة للأم والجنين ومضاعفات الإفراط في تناولها.
التأثيرات النفسية والجسدية على الحامل
على الرغم من أن تناول الشطة الحارة قد لا يكون له تأثيرات مباشرة على الجنين، إلا أن الإفراط في تناولها قد يسبب بعض الأعراض التي تؤثر على الحالة العامة للأم الحامل، على سبيل المثال:
- التوتر والقلق: يمكن أن تتسبب الشطة الحارة في تحفيز إفراز بعض الهرمونات التي تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق في بعض الحالات، والحوامل اللواتي يعانين من تقلبات مزاجية قد يلاحظن تزايد هذه الأعراض عند تناول الشطة الحارة بكثرة.
- التعرق الزائد: الكابس يسين في الشطة يسبب التعرق الشديد بسبب تأثيره على الجهاز العصبي، وفي بعض الحالات، قد تشعر الحامل بتعرق مفرط بعد تناول الأطعمة الحارة، وهو ما قد يجعلها غير مريحة خاصة في الأيام الحارة أو أثناء الليل.
- التهيج في الفم والحلق: الشطة الحارة قد تسبب شعوراً بالتهيج في الفم والحلق، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع أو ألم في الحلق، خاصة في حالة الحمل الذي يترافق مع تغييرات في مستوى الهرمونات.
الفوائد المحتملة لتناول الشطة أثناء الحمل
رغم أن الشطة قد تثير بعض القلق، إلا أن لها أيضاً بعض الفوائد التي قد تعود بالنفع على صحة الحامل عند تناولها بشكل معتدل:
- تحسين الدورة الدموية: الكابس يسين الموجود في الشطة يمكن أن يحسن الدورة الدموية ويساعد على تدفق الدم بشكل أفضل، مما يساعد في تزويد الأنسجة بالأوكسجين والمواد المغذية، وهذا قد يكون مفيداً بشكل خاص خلال الحمل، حيث تزداد احتياجات الجسم للمواد المغذية لتغذية الجنين.
-
تعزيز الأيض :تناول الشطة قد يساعد في تحسين عملية الهضم وزيادة الأيض، هذا قد يساهم في تحسين الطاقة العامة للحامل، ويقلل من الشعور بالإرهاق الذي قد يحدث نتيجة لتغيرات الحمل.
- تخفيف الاحتقان الأنفي إذا كنتِ تعانين من احتقان الأنف أو الزكام أثناء الحمل، يمكن أن تساعد الشطة الحارة في تخفيف هذه الأعراض؛ فالكابس يسين يعمل على تفتح المجاري التنفسية، ويساعد في تسهيل التنفس.
- محاربة الالتهابات: تشير بعض الدراسات إلى أن الكابس يسين يمكن أن يعمل كمضاد للبكتيريا والالتهابات، مما يعزز من جهاز المناعة ويساعد في مقاومة بعض الأمراض البسيطة.
نصائح تناول الشطة أثناء الحمل
إذا كنتِ من محبي الشطة الحارة وترغبين في تناولها أثناء الحمل، إليك بعض النصائح التي يجب أن تأخذيها بعين الاعتبار:
- تناول الشطة بشكل معتدل: الاعتدال هو الأساس في كل شيء، خاصة أثناء الحمل، حاولي تناول الشطة بكميات صغيرة، وراقبي كيف يتفاعل جسمك معها؟
- تجنب تناولها على معدة فارغة: لتقليل خطر الحموضة المعوية أو ارتجاع المريء، من الأفضل تناول الشطة الحارة بعد تناول وجبة طعام خفيفة أو متوازنة.
- اختيار الأطعمة الحارة المعتدلة: بدلاً من تناول الأطعمة الحارة المفرطة، يمكنك تقليل مستوى الحرارة باستخدام توابل أقل حدة، مثل الفلفل الحلو أو الأعشاب.
- استشارة الطبيب: إذا كنتِ تعانين من أي مشاكل هضمية أو كنتِ قلقة بشأن تأثير الشطة على صحتك أو صحة جنينك، لا تترددي في استشارة طبيبك المختص.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.