قد تتبدّل عادات كثيرة في شهر رمضان، وأبرزها النوم. وتؤكد الدراسات المختلفة، أنَّ اضطرابات النوم تصيب الإنسان بأمراض عضويَّة.
للتعرّف على أسباب مشاكل النوم والعلاجات، يطّلع "سيدتي نت" من الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري الأمراض الصدريَّة واضطرابات النوم، على بعض المعلومات المفيدة في هذا المجال، فيقول بداية:
"لا شكَّ أنَّ التغيير الجذريّ في نـمط النوم والاستيقاظ بشكل حاد ومفاجئ عند دخول شهر رمضان، أمرٌ غيـر فطري، وبالتالـي غيـر صحي. فالإنسان كائنٌ نـهاري، ينام ليلًا ويصحو نـهارًا. وإذا ما انعكس هذا النظام، فإنَّ ذلك سيضع الساعة البيولوجيّة، التي تتحكّم في وظائف البدن الـمختلفة، ونـمط إفراز هورمونات الـجسم، تـحت ضغطٍ شديد، له مضاعفاته الـحادّة والـمُزمنة.
علمًا أنَّنا نجد هناك من يعانـي اضطرابات في النوم خلال رمضان، وهم الذين يعانون الأمراض العضويَّة الـمُزمنة، ومن يعانـون اضطرابات النوم قبل حلول رمضان، كالـمصابيـن بالأرق الـمزمن. وهنالك سلوكيّـات تؤدي الى الاضطرابات في النوم، ومنها، الإفراط في تناول الـمأكولات، الذي يؤدي بدوره إلى اضطرابات الـمعدة والقولون، خلال شهر الصوم".
عوارض تظهر على بعض الصائمين
ويتابع الدكتور أيمن متحدّثًا عن عوارض اضطرابات النوم قائلًا:" إنَّ تعكّر المزاج لدى كثيـرين، ليس ناتجًا عن الصيام ذاتِه، لكنَّه نتيجة الـحرمان من العدد الكافي من ساعات النوم. كما وتظهر بعض العوارض مثل الصداع خلال النهار، ولا سيّما في الايام الأولى من الشهر الفضيل، نتيجة عدم تناول ما اعتاد الأِشخاص على تناوله من الكافيين، أي الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والنيكوتين، أي تدخين السجائر والشيشة. كما أنَّ الشعور بالإرهاق والنعاس خلال نـهار رمضان، مردُّه الأساس حرمان الشخص نفسه من النوم بشكلٍ كافٍ، علمًا أنَّ النوم خلال ساعات النهار، ليس بـجودة النوم خلال الليل".
أسباب الفشل في الحفاظ على الوزن
"ونتيجة لتغيُّر نمط الحياة ليس فقط في ما يخص النوم، إنّما أيضًا بعادات الأكل، يفشل كثيـرون في مهمة خفض أوزانـهم خلال شهر صومهم، نتيجة التُّخمة من تناول كميّات كبيـرة من الطعام المحمّل بالسعرات الحراريَّة في ساعاتٍ قليلة، لـم يعتادوا تناولـها خلال غيـرِه من الشهور، ونتيجة اتّباعهم أسلوب حياة غيـر صحيّ، يُـهمل النوم السليم، والرياضة البدنيَّة الـمناسبة"، يتابع الدكتور أيمن.
وينصح بـ "ضرورة أخذ قسطٍ وافٍ من النوم ليلًا، وهذا لا يعني إهـمالًا للعبادات والفرائض، لكنَّها دعوةٌ إلى تنظيم الوقت، والالتفات لـحاجات الجسم والـمزاج، وتكريسِ التوازن السلوكي، وأداءِ العبادات بتـركيزٍ واستمتاعٍ من دون معاناة".
سيعجبك أيضاً: