أن يكون هناك مريضاً نفسياً داخل الأسرة يُعتبر في كثير من الأوقات ضغطاً نفسياً كبيراً على جميع أفراد العائلة خصوصاً الأطفال، لا سيما إذا كان هذا المريض النفسي هو الأب الذي يُعتبر السند والقدوة لأبنائه، وبالتالي فإن معاناة هؤلاء الأطفال تتناسب طردياً مع مدى خطورة مرض والدهم وأعراضه السيئة.
فكيف يمكن أن تربين طفلك وتصلين به إلى بر الأمان في ظل مرض والده النفسي؟
مستشارة الطفولة والمدربة الذاتية لفترة المراهقة نجلاء الساعاتي تُخبر قُراء "سيدتي" عن أهم الخطوات الواجب اتباعها في تربية الطفل إذا كان والده مريضاً نفسياً:
تؤكد "الساعاتي" أن الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الوالدان أو أي أشخاص يشاركون في تربية الطفل تؤثر بصورة كبيرة على صحة الطفل وحالته النفسية، لاسيما تلك التي يصعب تشخيصها أو الإعلان عنها؛ كالكذب المرضي، الوساوِس القهرية، أو اضطراب الشخصية النرجسية والتي ينكر المصابون إصابتهم بها ويعتبرون ما يقومون به أموراً عادية وطبيعية.
ماهي أهم الآثار المترتبة على نفسية الطفل جراء اضطراب والده النفسي؟
يعاني الأطفال الذين ينشأون في بيئة يشكوا فيها أحد الوالدين أو كلاهما من مشكلات واضطرابات نفسية سواء شُخصت أم لا، من مشكلات في حياتهم الاجتماعية واضطرابات نفسية.
وتزداد خطورة هذه الأعراض إذا ما اقترن الاضطراب النفسي للأم أو الأب باستخدام العنف الجسدي أو النفسي أو إهمال الطفل واستخدامه وسيلة لتفريغ المشاعر السلبية لديهم.
• وتختلف تلك الآثار باختلاف نوع وشدة الاضطراب الذي يعاني منه الأب أو الأم ودرجه ظهوره أو أعراضه في عملية التربية، وتتمثل هذه الآثار في: ضعف العلاقات الاجتماعية، تدني تقدير الذات، الشعور بالذنب، خطر التعرض للإدمان، الانسحاب الاجتماعي، الكذب، القلق، الاكتئاب، الإدمان الإلكتروني للهروب من الواقع، ضعف الثقة بالنفس، الحرمان العاطفي واللجوء إلى العلاقات الجنسية في عمر مبكر بحثاً عن الاشباع العاطفي.
أهم الخطوات الواجب اتباعها في تربية الطفل إذا كان والده مريضاً نفسياً:
• لابد أولاً من زيارة الطبيب وتشخيص حالة الأب ومعرفة نوع الاضطراب النفسي أو المرض الذي قد يعاني منه وما إذا كان آمناً على الأطفال وجوده معهم أو بقاءهم في مأمن منه.
• يجب على الأم احتواء طفلها وإعطاؤه الأمان والاحتواء وتوفير جو آمن له.
• اللجوء إلى جلسات الدعم النفسي التي تساعد الأم على اكتساب الهدوء وخاصة أمام الأبناء لزيادة طمأنتهم واستقرارهم.
• يجب أن يتأكد الطفل أن الجميع معرضون للإصابة بالأمراض، وأن الطفل ليس سبباً في حدوثها بل هو عنصر فعّال للشفاء منها بأمر الله.
• في بعض الحالات يتوجب إبقاء الطفل بعيداً عن الأب سواء كان ذلك بإبقاء الوالد في المستشفى أو المصحة المناسبة لحين التعافي بإذن الله.