مع كل درجة حرارة أقل على ميزان حرارة الجو، تزداد مخاطر احتشاء عضلة القلب بنسبة 2 في المئة. وعندما يكون الطقس باردًا، يحشد الجسم جميع طاقته لمحاربة الانخفاض على درجات الحرارة في الشتاء، والمحافظة على درجة حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية. والأمر الذي لا نعرفه، أنه من أجل ذلك يبدأ القلب بالخفقان بشكل أسرع، وبالتالي تزداد حاجته إلى المزيد من الأوكسجين. وعلاوة على ذلك فإنّ البرد يسبّب الجفاف وهذا يقلّل سيولة الدم، وبالتالي، مرة أخرى، الحاجة إلى المزيد من الجهد على القلب لكي يعمل.
تابعي المعلومات الآتية لتتعرفي أكثر على سبل حماية القلب في الشتاء:
دراسة جديدة
أثبتت دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، أنه مقابل انخفاض درجة واحدة في الحرارة على مقياس حرارة الجو، ازدادت نسبة حدوث احتشاء عضلة القلب المسجلة خلال الأسابيع الأربعة التالية، بحوالى 2 في المئة. والفترة الأكثر خطورة هي الخمسة عشر يومًا التي تلي الانخفاض على درجات حرارة الجو.
من هم الأشخاص المعرضون إلى المخاطر؟
• الأشخاص الذين يعانون مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل: ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وقصور القلب والذبحة الصدرية، والذين عانوا مسبّقًا احتشاء عضلة القلب، والذين خضعوا لعمليات في القلب، والذين عانوا السكتة الدماغية. جميع هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للمخاطر في فترات البرد الشديد.
• الأشخاص فوق سن الـ 70 عامًا حتى وإن لم يعانوا اضطرابات القلب والأوعية الدموية، فهم معرضون كذلك للمخاطر، لأنّ الجسم عندما يشيخ، يصبح أقلّ تكيّفًا مع تغييرات درجات الحرارة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الطبقة الدهنية تحت الجلد تكون أضعف لديهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لمعاناة انخفاض درجة حرارة الجسم. ويحدث انخفاض درجة حرارة الجسم عندما لا تصبح أجسامنا قادرة على إنتاج ما يكفي من الطاقة، للمحافظة على درجة حرارة الجسم فوق حوالى 35 درجة مئوية.
• المدخنون الذي يعانون التوتر والإجهاد بغضّ النظر عن سنّهم، معرّضون كذلك للمخاطر، لأنَّ البرد زائد التوتر زائد التبغ، يزيد بدرجة كبيرة من مخاطر احتشاء عضلة القلب. وبحسب "توب سانتيه" توضح رئيسة الاتحاد الفرنسي لأمراض القلب قائلة: "يسبب التوتر زيادة في معدّل ضربات القلب. وأما البرد فإنه يقلّص الشريان التاجي، كما أنّ التبغ يسرّع من معدّل نبضات القلب، ويزيد بدرجة كبيرة من تضيّق الشريان التاجي. وعندما تتقارب هذه العوامل الثلاثة معًا، فإنها تسبب انسداد الشرايين تمامًا، وخصوصًا إذا كان الشخص يعاني مسبّقًا تراكم الدهون على جدران الشرايين".
ردود الفعل المناسبة عندما يكون الجو باردًا
• غطي أطراف جسمكِ وخصوصًا القدمين واليدين، لتفادي لسعات البرد بسبب ضعف الدورة الدموية في الأطراف غالبًا. ولكن أيضًا وفوق كل شيء، يجب تغطية الرأس لأنّ 30 في المئة من حرارة الجسم تهرب من خلال الجمجمة. ويجب اتخاذ المزيد من الحذر في حالة كان الشخص أصلع، إذ إنّ باحثين يابانيين اكتشفوا أنّ الرجل الأصلع أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض التاجية بنسبة 32 في المئة.
• تجنّبي القيام بجهود شاقة وقاسية في البرد (مثل غسيل سيارتكِ في البرد على سبيل المثال) من دون التأقلم مع درجات الحرارة.
• عندما تكونين في الخارج، ارتدي طبقات عدة من الملابس، فهي تسمح بتكوين طبقة حماية عازلة ضد البرد.
• لا تقربي المشروبات المحرّمة لكي تشعري بزيادة حرارة جسمك، إذ رغم أنها تزيد من شعوركِ بالدفء والحرارة، ولكنها فوق كل شيء تسبب جفاف الجسم وتزيد من مخاطر انخفاض درجة حرارة الجسم.
• انتبهي إلى أدنى حدّ من إشارات الجسم: الألم في الصدر عند القيام بأدنى جهد، أو الشعور بضيق التنفس، ليست الإشارات الوحيدة التي يجب بسببها زيارة الطبيب، هناك إشارات أخرى، مثل: خفقان القلب وضيق التنفّس والدوخة، هي أيضًا إشارات يجب عدم إهمالها.