للمحافظة على صحتك جيدًا، عليك بأكل 5 أنواع من الفاكهة والخضروات كل يوم، نعم ولكن أية فاكهة وخضروات؟ وفقًا لدراسة أمريكية، فإنّ الخضروات من العائلة الصليبية (البروكلي، والقرنبيط، والملفوف، والكرنب...) تقلل مخاطر الإصابة بمرض السرطان، عن طريق دعم الجينات الأساسية التي تكبح الأورام.
حاربي السرطان بالغذاء
البروكلي يحمي الشرايين ويكافح مرض السكري من النوع الثاني، ويقلل مخاطر الإصابة بسرطان الكبد، ويؤخر الإصابة بهشاشة العظام. والخضروات من العائلة الصليبية بشكل عام، تمتلك العديد من الفوائد، والسبب يعود إلى المركّب الذي تحتويه وهو السلفورافان، والمعروف مسبّقًا بخصائصه المضادّة للسرطان. وقد حدد الباحثون من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية، جزيء جديد يرتبط بالجينات الأكثر فاعلية في كبح الأورام. وقد جاء اكتشافهم هذا ضمن مقال في مجلة هارفارد غازيت بتاريخ 16 أيار/مايو الماضي، ونُشر في مجلة العلوم Science.
وجود إندول – 3 – كاربينول بشكل طبيعي
نذكر أنّ الورم يحدث بسبب التضاعف غير العادي لبعض أنواع الخلايا، والتي تتكاثر وتنتشر بسرعة كبيرة جدًّا، مقارنة بالخلايا المجاورة. والجين – العامل الوراثي - الذي استقصاه الباحثون يسمى PTEN (فوسفاتيز تينسين هومولوغ)، يعمل على تشفير بروتين يضبط ويسيطر على نمو الخلايا. وعندما ينمو السرطان في الجسم، يقوم هذا البروتين (بحذف أو تغيير أو تعطيل) هذا الجين، بواسطة الأنزيم WWP1. وبالتالي بحث العلماء عن طريقة لمنع هذا الأنزيم من العمل. وأكتشفوا أخيرًا أنّ إندول – 3- كاربينول (I3C) قادر على ربط الأنزيم WWP1 ومنعه من العمل. وهذا المركب يتمّ إنتاجه بشكل طبيعي في الخضروات من العائلة الصليبية، والتي تضم البروكلي وبراعم بروكسل، والملفوف، والكرنب والقرنبيط.
السرطان: حماية وعلاج
عدا عن أنه يمنع عمله، فإنّ الجزيء I3C يستطيع في الوقت ذاته مساعدة الجين PTEN على استعادة وظائفه. وبناءً عليه، يسمح الجزيء بالحماية ضد السرطان، ويمكنه في الوقت تشكيل نواة للبحث عن علاج. وفقط لملاحظة تأثيراته، قام العلماء بإطعام فئران المختبر ما يعادل ما يأكله الإنسان بأكثر من 2.5 كيلوغرام من البروكلي يوميًّا. ولا حاجة بك إلى أن تركض وتأكل طبقًا كبيرًا من هذه الخضروات الخضراء، فالباحثون يعملون الآن على صناعة حبوب تصلح لأن تكون مكمّلًا غذائيًّا يأخذه الشخص بسهولة.
من ناحية أخرى أشار مؤلفو الدراسة، إلى أنهم سوف يدرسون إمكان تطوير جزيء قريب من I3C، ولكن سيكون قادرًا على استهداف الأنزيم WWP1 من أجل تفادي الآثار الجانبية المحتملة غير المرغوبة. وعلى نطاق أوسع يمكن أن يستفيد من هذا البحث الأشخاص الذين لديهم نقص وراثي للجين PTEN، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان، كما أنهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بإعاقة عقلية أو أمراض نفسية.