مرض هشاشة العظام أو ما يُعرف أكثر بترقق العظام، هو مرض يتصف بفقدان كثافة ونوعية العظام، ما يجعل العظام هشّة وقابلة للكسر.
وفي اليوم العالمي لهشاشة العظام، الذي خصصته منظمة الصحة العالمية يوم 20 أكتوبر من كل عام، ليكون يومًا عالميًّا، لا بدّ من التذكير فيه بخطورة المرض، ورفع الوعي حوله، وبأساليب الوقاية.
هشاشة العظام قد تؤدي إلى الوفاة !
يشكّل مرض هشاشة العظام المزمن المؤدي للعجز، سببًا رئيسيًّا للإعاقة، وخصوصًا بين كبار السن. وتترك الكسور الناتجة عن ترقق العظام أثرًا خطيرًا على صحة الشخص وسعادته ونوعية حياته، حيث يمكن أن تؤدي إلى ألم مزمن وإعاقة طويلة الأجل، وفي بعض الحالات الوخيمة، قد تسبب الوفاة. لا يمكن تجاهل هذا المرض، لا سيما وأنّ امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث نساء، ورجلًا من بين خمسة رجال تزيد أعمارهم عن خمسين عامًا، يعانون كسورًا ناتجة عن ترقّق العظام.
مؤتمر صحافي في اليوم العالمي لهشاشة العظام
وسعيًا منها لنشر التوعية على نطاق أوسع، عزمت "أمجن"، وهي واحدة من شركات التكنولوجيا الحيوية الرائدة في العالم، على التأكد من أنّ الجميع يدرك مخاطر مرض ترقق العظام، وكذلك أهمية التشخيص المبكّر للوقاية من الكسور. ولهذا الغرض، تضافرت جهود "أمجن" مع الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم، والجمعية اللبنانية لأمراض الروماتيزم، والجمعية اللبنانية لجراحة العظام، لعقد مؤتمر صحافي في بيروت، بهدف التطرق إلى الجوانب الرئيسية لمرض ترقّق العظام، وبصفة رئيسية، أسبابه وعوامل الخطر وآثاره، والتشخيص المبكّر، والطرق العديدة التي يمكن للمرضى اعتمادها لمنع الكسور الناتجة عنه.
اشتمل المؤتمر الصحافي، الذي قدّمته المذيعة التلفزيونية ناتالي نعوم، حلقة نقاش لرؤساء الجمعيات المتعاونة، الدكتورة باولا عطا الله، والدكتور عامر عبد الله، والدكتور كامل مروة، الذين أفاضوا في شرح تفاصيل مرض ترقّق العظام، وسلّطوا الضوء على هشاشة وكسور العظام، وتأثيرها على حياة الأفراد المصابين، وكرروا التأكيد على أهمية الكشف المبكّر والوقاية.
تجربة شخصية مؤثرة
وحضرت المؤتمر، المؤلفة والممثلة والمخرجة المسرحية اللبنانية بيتي توتل، التي شاركت بشهادة صادقة من القلب عن تجربتها وتجربة والدتها المصابة بترقّق العظام. وقالت: "لقد تمَّ تشخيص إصابتي بقلة النسيج العظمي، وكانت معرفة أنّ امرأة في مثل عمري تعاني هذه الكثافة العظمية المنخفضة، أمرًا مدمرًا، بخاصة وأنّ والدتي كانت تعاني كسورًا متعددة بسبب ترقق العظام، ما جعلني أدرك جيدًا تأثيرات هذا المرض على حياة الشخص وجودتها". وأضافت بيتي: "ومع ذلك، فإنني سعيدة للغاية، لأنني اكتشفته في مراحله المبكّرة، ما ساعدني على اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين كثافة عظامي. وأنا الآن أمارس الرياضة وأتناول طعامًا صحيًّا وأتابع علاجي، وكل ذلك، بالتزامن مع الاستمتاع بحياة مثمرة وسعيدة للغاية".
العوامل المؤدية إلى هشاشة العظام
بعض العوامل تؤدي إلى الإصابة بمرض ترقق العظام، وهي:
- الوراثة.
- عدم تناول كميات كافية من الكالسيوم والفيتامين "دي"، وبالشكل السليم.
- نقص الإستروجين بعد بلوغ المرأة سن اليأس، الذي يرتبط بحدوث انخفاض سريع فى كثافة الكتلة العظمية.
- التقدم في السن، ولدى الرجال أيضًا، حيث تنقص مستويات التيستوستيرون، ويزداد خطر السقوط المرتبط بالشيخوخة، والذي يؤدي الى كسور، وبسبب فقدان الهيكل العظمي والعضلات، وتراجع قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الكالسيوم والفيتامين "دي".
- التدخين بأشكاله كافة.
- الخسارة الكبيرة للوزن.
- عدم ممارسة الرياضة، وعدم الحراك كالجلوس في الفراش لفترة طويلة، بسبب مرض أو جراحة معينة.
- الإصابة ببعض الأمراض كالالتهابات المزمنة، مثل الروماتيزم والنشاط الزائد للغدة الدرقية، وتناول بعض الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون وعلى الهيبارين.
الوقاية من ترقق العظام بالغذاء
رغم أنّ تخزين الكالسيوم في الجسم يتمّ في سن المراهقة، غير أنه من المهم عند التقدم في السن، أن يكون النظام الغذائي غنيًّا بالكالسيوم لتأمين حاجات الجسم وتفادي المرض، مع الاستعانة بمكمّلات الكالسيوم إنما بعد استشارة الطبيب. ولعلّ أبرز مصادر الكالسيوم، هي:
- الحليب ومشتقاته، وهذه الفئة هي أفضل مصدر للكالسيوم كاللبن، والزبادي، والجبنة، والقشطة والآيس كريم...
- الخضروات والفواكه كالسبانخ، والبروكلي، والمشمش المجفف، والتين وعصير البرتقال.
- البذور كالسمسم، واللوز، والصويا، ودوار الشمس وطحين الذرة.
- اللحم والحبوب خصوصًا كبد الحيوانات والفاصوليا.
رقم قياسي في غينيس
وفي وقت سابق من هذا العام، قامت شركة أمجن بتحطيم الرقم القياسي لموسوعة غينيس، لأكبر عدد من اختبارات كثافة العظام التي أُجريت خلال 24 ساعة، حيث قدمت اختباري: "كثافة المعادن في العظام" و"تقييم مخاطر الكسر"، مجانًا لأكثر من 483 شخصًا من جميع أنحاء لبنان، في محاولة لتشجيع اللبنانيين على إجراء الفحوص. وكانت "أمجن" قد بدأت مهمتها لرفع مستوى التوعية حول مرض ترقّق العظام، في تشرين الثاني 2018، عندما دعمت حملة التوعية حول مرض ترقّق العظام بعنوان #اكسر_المعروف التي دعت الناس إلى تجاوز المعرفة الشائعة بأنّ ترقق العظام يحدث بعد سنّ الخمسين، وشجعتهم على الحصول على تشخيص مبكّر من أجل إنقاذ عظامهم وجودة حياتهم.