البكاء هو استجابة طبيعية للعواطف القوية، سواء كانت حزناً أو فرحاً، وهو وسيلة تعبيرية تعكس مشاعر الإنسان العميقة. ورغم أن البكاء يمكن أن يكون مفيداً في بعض الأحيان لأنه يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة النفسية؛ فإن كثرة البكاء قد تؤدي إلى آثار سلبية على الصحة الجسدية والعقلية.
سيِّدتي" تطلع من اختصاصية علم النفس فانيسا حداد على أضرار كثرة البكاء على الصحة وكيف يمكن التعامل معه بطريقة صحية.
التأثيرات الجسدية لكثرة البكاء
إرهاق العينين وتورمهما
عند البكاء المستمر، تفرز الغدد الدمعية كميات كبيرة من الدموع؛ ما يؤدي إلى انتفاخ الجفون واحمرار العينين، كما أن الأملاح الموجودة في الدموع قد تسبب تهيج العينين؛ ما يزيد من الشعور بعدم الراحة. في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى التهاب الجفون أو حساسية في العين.
الصداع والتوتر العضلي
يؤدي البكاء المفرط إلى توتر عضلات الوجه والرقبة؛ ما يسبب الصداع الناتج عن التوتر. كما أن الضغط المتكرر على الجيوب الأنفية بسبب الدموع يمكن أن يزيد من الشعور بالصداع المزمن أو الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.
اضطرابات النوم
كثرة البكاء قبل النوم قد تؤثر في جودة النوم وتسبب الأرق. وذلك لأن البكاء يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول "هرمون التوتر"؛ ما يجعل الشخص في حالة من اليقظة المستمرة، وبالتالي يجد صعوبة في الاسترخاء والنوم العميق.
التأثير في القلب وضغط الدم
يؤدي البكاء المستمر إلى ارتفاع مؤقت في معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ ما قد يكون خطيراً على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم المزمن. كما أن التوتر العاطفي المصاحب للبكاء يمكن أن يزيد من خطر التعرض لنوبات قلبية أو مشكلات في الأوعية الدموية.
ربما تهمك قراءة ارتفاع حرارة الوجه قد تشي بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وفق دراسة
تأثير البكاء في الصحة النفسية
زيادة الشعور بالاكتئاب
في حين أن البكاء يمكن أن يكون وسيلة صحية للتعبير عن المشاعر، فإن كثرة البكاء قد تزيد من مشاعر الحزن واليأس، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق. قد يتحول البكاء من وسيلة للتخفيف إلى عامل يزيد من المشاعر السلبية.
ضعف القدرة على التركيز
الأشخاص الذين يبكون كثيراً قد يجدون صعوبة في التركيز على أعمالهم اليومية، سواء كانت دراسية أو مهنية؛ فالعقل المشغول بالمشاعر السلبية يجد صعوبة في معالجة المعلومات بفعالية، ما يؤثر في الأداء الذهني والقدرة على اتخاذ القرارات.
ربما تودين قراءة أسباب قلة التركيز عند النساء.. هل هي خطيرة؟
العزلة الاجتماعية
قد يشعر الشخص الذي يبكي باستمرار بالإحراج أو عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين؛ ما يدفعه إلى العزلة الاجتماعية. هذه العزلة قد تؤدي إلى تفاقم مشاعر الحزن والاكتئاب، ما يزيد من تدهور الصحة النفسية.
التأثير في الثقة بالنفس
البكاء المستمر قد يجعل الشخص يشعر بالضعف أو قلة الحيلة؛ ما يؤثر في ثقته بنفسه. كما أن النظرة الاجتماعية للبكاء باعتباره علامة على الضعف قد تدفع البعض إلى كتمان مشاعرهم، ما يزيد من التوتر النفسي الداخلي.
كيف يمكن التعامل مع كثرة البكاء؟
البحث عن الأسباب العاطفية
إذا كنت تبكين كثيراً؛ فمن المهم محاولة فهم الأسباب العاطفية وراء ذلك. قد يكون البكاء مرتبطاً بمشكلات لم تُحَلَّ، مثل الصدمات العاطفية أو الضغوط النفسية؛ لذا فإن التحدث مع شخص مقرب أو معالج نفسي يمكن أن يكون مفيداً.
ممارسة تقنيات الاسترخاء
الاسترخاء يمكن أن يقلل من التوتر العاطفي، ويحد من الحاجة إلى البكاء المستمر. يمكن تجربة التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، أو ممارسة الرياضة لتحسين الحالة المزاجية.
تحسين نمط الحياة
اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تقليل التوتر العاطفي. تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم كلها عوامل تساهم في تحسين التوازن العاطفي وتقليل نوبات البكاء المتكررة.
طلب المساعدة النفسية
إذا كان البكاء المفرط يؤثر في حياتك اليومية؛ فقد يكون من المفيد طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية. يمكن للمعالج النفسي مساعدتك في فهم مشاعرك وإيجاد طرق أفضل للتعامل مع الضغوط العاطفية.
أضرار كثرة البكاء: خاتمة
رغم أن البكاء يُعَدُّ جزءاً طبيعياً من التعبير العاطفي؛ فإن كثرة البكاء قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية في الصحة الجسدية والنفسية. من المهم الانتباه إلى الأسباب الكامنة وراء البكاء المتكرر ومحاولة التعامل معه بطرق صحية. من خلال التوازن بين التعبير عن المشاعر والتحكم بها، يمكن للفرد أن يحافظ على صحته النفسية والجسدية بشكل أفضل.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
