ارتفاع ضغط الدم هو مرض مزمن قد يؤثر لاحقاً على صحة القلب والرئتين، وقد يؤدي إهماله إلى مضاعفات خطيرة ربما تنتهي بالوفاة. وتعتمد العلاجات المعتادة على التحكم في الأعراض بخفض ضغط الدم وإبقاءه في معدلاته الطبيعية، لكن مؤخراً تم اكتشاف طرق مبتكرة للعلاج .
أحد الطرق الحديثة لعلاج ضغط الدم هو العلاج بالهرمونات والذي تشير الدراسات الحديثة إلى أنه قد يكون له فوائد كبيرة. هذا، وأشار بحث جديد إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يحسِّن ارتفاع ضغط الدم ووظيفة البطين الأيمن.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم هو حالة خطيرة تسبب الضغط على الشرايين التي توصل الدم بين القلب والرئتين. ويحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تصبح هذه الأوعية الدموية ضيقة أو مسدودة أو تالفة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الرئتين. وبالتالي، يجب على الجانب الأيمن من القلب بذل المزيد من الجهد لضخ الدم عبر الرئتين، مما يؤدي تدريجياً إلى تضخم البطين الأيمن وإضعافه. يتطلب هذا المرض المزمن استراتيجيات علاجية شاملة للتخفيف من مضاعفاته.
عادة ما يتم علاج ارتفاع ضغط الدم من خلال تناول بعض الأدوية اليومية مع تغييرات في أسلوب الحياة. ومؤخراً تم طرح العلاجات المبتكرة مثل العلاج بالهرمونات البديلة.
ما هو العلاج بالهرمونات البديلة؟
يعمل هذا العلاج على استخدام خصائص الإستروجين الموسعة للأوعية الدموية، وقد يؤدي العلاج التعويضي بالهرمونات إلى تعزيز تدفق الدم وتقليل مقاومة الأوعية الدموية، مما يوفر أملاً جديدًا للذين يعانون هذه الحالة المرضية
فالعلاج بالهرمونات البديلة هو إجراء علاجي يساعد على الحدّ من ارتفاع ضغط الدم وتحسين وظيفة البطين الأيمن. العلاج بالهرمونات البديلة يشمل إعطاء الهرمونات، للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث لدى النساء بالأساس، لكن يبدو أنه يحمل وعداً لعلاج أمراض أخرى ومنها ارتفاع ضغط الدم.
إيجابيات العلاج بالهرمونات البديلة
تلعب الهرمونات دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية. من المعروف أن الإستروجين، على وجه الخصوص، ذو خصائص تساعد في توسع الأوعية الدموية، وبالتالي تحسين تدفق الدم. ويعد توسع الأوعية أمراً هاماً لمرضى ارتفاع ضغط الدم، لأن تضيق الأوعية الدموية يؤدي إلى زيادة الضغط.
أيضًا، يُعتقد أن هرمون الإستروجين مُعزز لوظيفة البطين الأيمن عن طريق تحسين مرونة الأوعية الدموية وتقليل مقاومتها.
تقول الدكتورة أودريانا هوربون، من جامعة أريزونا، حول الدراسة التي شاركت فيها للكشف عن أهمية العلاج بالهرمونات البديلة لخفض ضغط الدم إنه "تمَّ فحص 700 امرأة لتحديد تأثير التعرّض للهرمونات على ارتفاع ضغط الدم". وكانت النتائج واعدة، حيث أظهرت أن التعرّض العالي لهرمون الإستروجين مدى الحياة، سواء كان طبيعياً أو من خلال العلاج التعويضي بالهرمونات، كان مرتبطاً بانخفاض الضغط الشرياني وتحسين أداء البطين الأيمن.
كشفت نتائج الدراسة أيضاً عن تحسّن كبير في وظيفة البطين الأيمن بين مستخدمي العلاج التعويضي بالهرمونات. وكانت هذه الآثار الإيجابية ملحوظة بشكل خاص لدى النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم.
وتوصي النتائج بأن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يكون إضافة قيّمة للعلاجات الحالية لارتفاع ضغط الدم، وخاصة بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث. يمكن دمج العلاج التعويضي بالهرمونات كعلاج تكميلي في خطة شاملة لمرضى ضغط الدم. وأكد الباحثون فعالية العلاج الهرموني البديل في التالي:
علاج ضغط الدم
أشارت النتائج إلى وجود صلة بين هرمون الإستروجين وتحسين وظيفة الرئة، لذلك يمكن دمج العلاج التعويضي بالهرمونات كعلاج تكميلي مع علاج ارتفاع ضغط الدم، وخاصة بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث. وقد ثبت أن هذه الطريقة تخفف الأعراض عن طريق تقليل ضغط الشريان الرئوي وتعزيز أداء البطين الأيمن.
اقرأي أيضًا أعراض انسداد الشرايين عند النساء مختلفة تماماً.. لا تهمليها
مناسب لكل مريض حسب الحالة
تركز الأبحاث على تطوير علاجات هرمونية متخصصة أي مصممة خصيصاً لحالة كل مريض، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر ومستوى الهرمونات والرقم الهيدروجيني، لزيادة فعالية الخطة العلاجية إلى أقصى حد وتقليل المخاطر. يمكن أن تؤدي الرعاية الأكثر تخصصاً إلى نتائج أفضل، مما يؤدي إلى تحسين النتائج للأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي.
الوقاية والتدخل المبكر
نظراً إلى أن التعرّض لهرمون الاستروجين الطبيعي لفترات طويلة أظهر آثاراً إيجابية، فهذا يفتح المجال لاستخدام العلاجات الهرمونية لدى النساء المعرضات لمخاطر عالية، كإجراء وقائي لوقف تطور مرض ضغط الدم قبل أن يتطور. فالتدخل المبكر بهذه العلاجات قد يقلل من الحاجة إلى علاجات أخرى لها آثار جانبية.
العلاج المركّب
يمكن الجمع بين العلاجات الهرمونية وعلاجات ارتفاع ضغط الدم الموجودة، مثل موسعات الأوعية الدموية ومضادات التخثر، لتعزيز الخطة العلاجية وتحسين النتائج وتأخير مضاعفات مرض ضغط الدم وآثاره على القلب.
قد يعجبكِ أيضًا هل انقطاع الطمث يسبب القلق والتوتر والاكتئاب؟ اختصاصية علم نفس تجيب
سلبيات العلاج بالهرمونات البديلة
رغم أن النتائج واعدة، إلا أنه من الضروري التعامل مع العلاج بالهرمونات البديلة بحذر. تشير الدكتورة نيكول واينبرغ إلى أن الهرمونات يمكن أن يكون لها آثار ضارّة، مثل زيادة مخاطر التخثر، الأمر الذي يتطلب دراسة متأنية وتقييم المخاطر الخاصة بالمريض قبل وصف العلاج التعويضي بالهرمونات.
الاستخدام المبتكر للعلاج بالهرمونات البديلة لديه القدرة على إحداث ثورة في خطط علاج ارتفاع ضغط الدم وخلل البطين الأيمن، لكن قد نكون بحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من مخاطره، والتي تشير دراسات سابقة بأنها قد ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
*المصادر:
- Clinical trials
- Medicalnewstoday