تخيّل نفسك تبدأ يومك بحماس، لكن بمجرد دخولك إلى المكتب، تشعر بثقل غير مرئي يحيط بك. فالاجتماعات تبدو مرهِقة، وطاقتك تنخفض يوماً بعد يوم. هل تجد نفسك تتجنب زملاء العمل لتفادي التوتر المستمر؟ هل تشعر أن جهودك تمُر من دون تقدير، بينما يسيطر النقد السلبي؟ وربما أصبح شعورك بالإرهاق النفسي جزءاً من روتينك اليومي؟ السبب قد لا يكون فيك؛ بل في بيئة العمل نفسها. فأحياناً قد تكون الإشارات واضحة، وأحياناً أخرى قد تكون مخفية مثل سمّ بطيء التأثير. تقدّم الخبيرة في مجال العلاقات العامة، رنيم الصقر، 4 علامات لا تقبل الشك؛ لتساعدك على اكتشاف: ما إذا كنت محاطاً ببيئة عمل سامة، وكيف يمكنك مواجهتها قبل أن تسيطر على حياتك المهنية والنفسية.
كيف تكتشف بيئة العمل السامة؟
اللوم والتوبيخ المستمر
في بيئات العمل السامة، يُستخدم النقد السلبي والتوبيخ بشكل دائم؛ حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك. إذا وجدت أن أخطاء بسيطة تؤدي إلى انتقادات قاسية، أو إذا تم إلقاء اللوم عليك من دون مبرر؛ فقد تكون بيئتك المهنية تشجّع على تحطيم الروح المعنوية؛ بدلاً عن دعم النموّ والتعلُّم. هذه الثقافة تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس، والشعور بالإرهاق المستمر.
اكتشفي: 6 مهارات شخصية يجب على أصحاب العمل تقديرها في المتقدمين للوظيفة
غياب التواصل الفعّال
في بيئة عمل صحية، يُعتبر التواصل المفتوح والصريح ركيزةً أساسية. لكن في بيئة سامة، يتم تجاهُل الأفكار، أو كتم المعلومات المهمة. قد تجد أن القرارات تُتخذ بشكل غير واضح، أو من دون شرح كافٍ؛ مما يؤدي إلى شعور الموظفين بالضياع وعدم اليقين بشأن اتجاهات الشركة وأدوارهم. هذا النقص في الشفافية يولّد شعوراً بالعجز والإحباط.
عدم تقدير الإنجازات
عندما لا يتم الاعتراف بجهودك أو مكافأتك على إنجازاتك؛ حتى الصغيرة منها؛ فهذا مؤشر قوي على بيئة عمل سامة. قد تعمل بجِد وتشعر بأنك تقدّم قيمة حقيقية، لكن تجد أن الإدارة تتجاهل نجاحاتك وتفضّل التركيز على السلبيات فقط. هذا النمط يقلل من الدافع والإنتاجية، ويجعل الموظفين يشعرون بعدم الأمان في مكان العمل.
مستويات التوتر العالية
إذا كان التوتر هو السمة الغالبة في مكان عملك، سواء من ضغط مستمر لتحقيق أهداف غير واقعية، أو بسبب الخلافات المتكررة مع الزملاء أو المديرين؛ فهذه علامة على أن بيئتك المهنية غير صحيّة. التوتر المزمن يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية، ويَزيد من احتمالية احتراق الموظفين عاطفياً وجسدياً؛ مما يؤثر على الأداء العام والسعادة في الحياة المهنية.
كيف تنجو بذكاء من بيئة العمل السامة؟
- حدد مصدر السُمية: ابدأ بتحديد العناصر السلبية التي تجعل بيئة العمل غير صحيّة. هل هي الإدارة التي تستخدم أسلوب التسلُّط؟ أم الزملاء الذين يفضّلون التنافس غير الصحي؟ أم ثقافة الشركة التي تشجّع على اللوم بدلاً عن التعاون؟ فهْم المشكلة هو أول خطوة نحو إيجاد الحل.
- تحكّم في ردود فعلك: في بيئة سامة، من السهل الانجرار إلى دوّامة السلبية، ولكن التحكُّم في مشاعرك وردود أفعالك، هو سلاحك الأقوى. بدلاً عن الانفعال أو الاستسلام للغضب، حاول أن تبقى هادئاً وتتصرف بشكل مهني؛ مما يساعدك على تجاوُز المواقف الصعبة من دون أن تؤثر على إنتاجيتك أو سمعتك.
- ابحث عن دعم: وجود أشخاص تثق بهم داخل أو خارج العمل، يمكن أن يكون ملاذاً آمناً لمشاركة مشاعرك وتخفيف الضغط. قد يساعدك زملاء إيجابيون في التركيز على الحلول بدلاً عن المشاكل، كما أن التواصل مع أصدقاء أو عائلة خارج العمل، يوفّر دعماً نفسياً كبيراً.
- اعمل على تطوير نفسك: استفد من الوقت لتطوير مهاراتك وبناء قدراتك، بعيداً عن أجواء السلبية. سواء أكان ذلك عبْر حضور دورات تدريبية، أو تعلُّم مهارات جديدة، أو العمل على مشاريع جانبية. استثمارك في نفسك سيجعل منك موظفًا أكثر قيمة، وفرصتك للخروج من البيئة السامة ستكون أقوى.
- ضع حدوداً صحية: احرص على ألّا تجعل التوتُّر في العمل يمتد إلى حياتك الشخصية. ضع حدوداً واضحة تمنع العمل من السيطرة على أوقات فراغك وصحتك النفسية. خصص وقتاً للاسترخاء وممارسة أنشطة تحبها، لتفصل بين الحياة العملية والشخصية، وتبقى متوازناً.
- فكّر في الانتقال: إذا وجدت أن بيئة العمل السامة لا تتحسن رغم محاولاتك للتكيُّف، قد يكون من الأفضل التفكير في الانتقال إلى وظيفة جديدة. البدء في البحث عن فرص بديلة، يمنحك القوة لتترك بيئة العمل السامة من دون الشعور بالعجز، ويضعك في مكان أفضل مهنياً ونفسياً.
نصائح لموقف محبط: كيف تتعامل مع زميل يأخذ الملاحظات بشكل شخصي؟