لشهر رمضان الكريم طعم خاص ومختلف في إمارة الشارقة، حيث تتزين فيه معالم الإمارة بالمصابيح، وتقام فيه العديد من الطقوس التي تميز الشارقة عما سواها من المدن العربية، ويعتبر «مدفع الإفطار» من أبرز هذه الطقوس والمشاهد، التي حافظت عليها الإمارة، وتناقلتها الأجيال عبر المراحل التاريخية المختلفة للإمارة.
ونظراً لأهمية هذا التقليد الشعبي والديني الموروث، الذي يحمل في طياته عبق الماضي الأصيل، درجت قناة الشارقة طيلة السنوات الماضية، على تخصيص برنامج ديني ذي صبغة جماهيرية، تبثه يومياً في تمام الساعة 6:30 مساءً طيلة أيام الشهر الفضيل، من أمام ساحة مسجد النور بواجهة المجاز المائية بالشارقة، أحد المواقع التسعة الرئيسة التي يطلق فيها مدفع الإفطار في الإمارة.
ولا يقتصر الاهتمام الجماهيري بـ «مدفع الإفطار» على حدود الدولة، حيث يمتد إلى خارجها، ليشمل كل دول العالم العربي والإسلامي، والذي تعكسه العديد من المشاهد، من بينها حرص الأسر والزوار على التفاعل مع كاميرا البرنامج من خلال التلويح بالأيدي، وإرسال التحايا إلى الأهل والأحباب في بلدانهم الأم، وكلهم ثقة بأن شاشة قناة الشارقة كفيلة بإرسال هذه التحايا والأشواق عبر أثيرها الواسع الانتشار.
ويشار إلى أن تقليلد إطلاق «مدفع الإفطار» في إمارة الشارقة بدأ إبان فترة حكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بين عامي 1924 و1950، وقد وضعت في ذلك الوقت أربعة مدافع في حصن الشارقة القديم، والحصون الأخرى في كلباء، وخورفكان، والذيد، واستخدمت المدافع للإعلان عن رمضان وموعد الإفطار، خصوصاً للسكان البعيدين عن المدن والمراكز، وتقام فعاليات مدفع الإفطار حالياً في تسعة مواقع مختلفة في الشارقة.