آمنت مريم الحربي بالتنوع الجغرافي الكبير للمملكة، الذي يجعلها تتميز بالسياحة التاريخية، والدينية والطبيعية أيضًا، فأحبت المهنة التي شعرت أنها جزءٌ منها ومن حياتها، حتى وصلت بها إلى منصة التتويج، والحصول على لقب "أفضل مرشدة سياحية في المملكة"، لتؤكد للجميع وخاصة بنات جنسها، أن المرأة قادرة على النجاح وتحقيق المستحيل مهما كانت الظروف، حتى وإن كان في مهنة لطالما احتكرها الرجال.
- من هي مريم الحربي؟
باختصار أنا حاصلة على ماجستير آثار إسلامية جامعة الملك سعود، وأعمل مرشدة سياحية، وباحثة أثرية، ورائدة أعمال وناشطة في مجال السياحة في السعودية .
- لماذا اخترتي الإرشاد السياحي؟
أعشق التاريخ والفنون، وأميل إلى سرد القصص، لذا أحببت العمل في الإرشاد السياحي؛ كونه يُوجِب عليّ القراءة والاطلاع والبحث، ثم سرد المعلومة بشكل شيّق وجاذب للمتلقي، كما أنه يتيح لي تكوين علاقات كثيرة.
- ماذا يعني لك لقب "أفضل مرشدة سياحية"؟
يعني لي الكثير بفضل الله، ثم بفضل الجائزة أصبح اسم مريم الحربي علمًا في مجال الإرشاد السياحي.
- كيف وجدتِ العمل في هذه المهنة؟
العمل في مهنة الإرشاد السياحي ممتع جدًا، ولكنها في الوقت نفسه ليست بالمهنة السهلة؛ فالمرشد السياحي سفير للوطن داخل وطنه، وهو أول شخص يتعرَّف عليه الوفد السياحي، لذلك يقع على عاتق المرشد السياحي ترك صورة حسنة عن بلاده.
- ما هي أهم الصعوبات؟
كل مهنة لها صعوباتها، لكن هذه الصعوبات لا تكون عقبة أمام تحقيق الأحلام، إنما هي عتبات نرتقي بها سلم القمة، وفي رأيي إن جميع الصعوبات التي كانت تواجه المرأة السعودية تلاشت مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، واليوم أنا أحمل رخصة مرشد سياحي، وهي أول رخصة تصدر لسيدة سعودية لمزاولة المهنة .
- هل تقبلك المجتمع-كسيدة- في المهنة؟
في كل مجال جديد للمرأة نرى هناك المعارض والمؤيد، وأنا ولله الحمد عملتُ بكل احترام وحب لوطني، لذلك لم أهتم للقلة الذين يقلقهم نجاح المرأة.
- كيف أثَّر عملك على شخصيتك؟
تأثرت حياتي الشخصية بشكل إيجابي ولله الحمد، فقد اكتسبت من عملي الكثير من المعرفة، وأمكنني التعرُّف على حضارات الآخرين، بالإضافة للكثير من المهارات التي اكتسبتها، مثل مهارات التواصل والاندماج مع الثقافات الأخرى، وهذا جعل شخصيتي أكثر وعيًا ومعرفة وإدراكًا.
- هل تنصحين الفتيات بالعمل في هذا المجال؟
نعم وبقوة، خاصة بعد رؤية المملكة ٢٠٣٠، وافتتاح الكثير من الكليات السياحية للبنات في المملكة.
- ما هي أهم المناطق السياحية بالنسبة لك؟
يخونني التعبير هنا ولا أدري هل أتحدث عن مكة والمدينة وروحانيتهما، فهما مأوى قلوب العالمين، أم عن جمال العلا والحضارات المتعاقبة عليها، أم عن الدرعية بأصالتها وعراقتها، أم عن جدة التاريخية وراحة الماضي بين أزقتها، أم الطائف المصيف الأول، أم أبها الأحساء، وشموخ حائل بجبالها، كل شبر في بلادي له ميزة كوَّنت هذا المزيج الحضاري العظيم للمملكة.
- ما رأيك في عصر الانفتاح الذي تعيشه المرأة السعودية؟
الحمد لله تم إنصاف المرأة، وإشراكها في الكثير من الأعمال القيادية، وأُعطِيَت الفرصة لتولي مناصب عليا في الدولة، وهذا سوف يساهم في ازدهار المملكة وتنميتها.
- هل سيكون لقرار السماح للمرأة بالقيادة أثر على السياحة؟
بالتأكيد سيكون له أثر كبير، فالنقل من أهم الركائز التي ترتكز عليها السياحة، والسماح للمرأة بالقيادة سيزيد من فرصتها في زيارة الأماكن السياحية بنفسها والتنقل بينها، دون أن يكون هناك أي عائق أو وضع ميزانية مخصصة للنقل.
- ما هو طموحك؟
أن أكون في منصب قيادي في مجال السياحة، وأن أعمل على تطوير السياحة في بلادي.