الكاتبة ريم حنا: المخرج الليث حجّو خدعني

4 صور

بعد البلبة التي سبّبتها الحلقة الأخيرة من مسلسل "لعبة الموت"، أكّدت كاتبة العمل ريم حنا أنّ المخرج الليث حجّو خدعها، عندما عمد إلى تغيير النهاية التي كانت قد كتبتها للعمل.
ريم حنا اعتبرت أنّ نهاية المسلسل قلبت مقولة العمل رأساً على عقب، عندما حوّلت عاصم من جلاد إلى ضحيّة. وقد أوضحت ريم أنّها ليست راضية عن بعض التفاصيل الإخراجيّة، وكانت تتمنّى لو أنّها كانت مختلفة، بالرغم من إشارتها إلى إمكانيّة تعاونها مجدّداً مع الليث حجّو، وفق الظروف المستقبليّة.

برغم النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل "لعبة الموت"، هل تشعرين بأنّك بحاجة إلى الدفاع عنه، بسبب الأخطاء التي تخلّلته، وبخاصّة في نهايته التي أجمع الكلّ على أنّها غير منطقيّة، وكأنّ هناك نوعاً من الاستخفاف بعقول المشاهدين؟
المخرج هو الذي غيّر، وهو اعترف بذلك، وهو من يتحمّل المسؤوليّة، لأنّ ما فعله فيه تغيير لمقولة العمل بأنّ "عاصم" لا يُمكن أن يقتُل.
نفهم أنّك لست راضية عن هذه النهاية؟
لست راضية عنها نهائيّاً. هم كانوا يصوّرون في مصر، وأنا كنت موجودة في سوريا؛ ولذلك كان هناك صعوبة في التواصل بيننا. هم كانوا يُعانون من "أزمة وقت"، ويُريدون أن ينجزوا العمل، ولذلك تقاسم مخرجان مهمّة تصويره، عدا أنّهم لم يتمكّنوا من تصوير بعض المشاهد، من بينها مشاهد خاصّة بالممثلين اللبنانيين، تُصّور كيفيّة تعامل أصدقاء عاصم في لبنان مع فكرة عدم موته. ولذلك اتصلوا بي وكتبت عوضاً عنها مشاهد للممثلين المصريين. يُمكن القول إنّه حصلت فوضى في الحلقة الأخيرة.
هل ترين أنّ نهاية المسلسل أساءت إليه؟
هي لم تسء، بل غيّرت المقولة، وبمعنى أدقّ هي قلبتها رأساً على عقب، وتحوّل عاصم من جلاّد إلى ضحيّة.
هل تشعرين بالخديعة؟
لا شكّ أنّ هناك شيئاً من الخديعة.
ومن المسؤول عنها؟
المخرج الليث حجّو.
وهل هذه الخديعة يُمكن أن تؤدّي إلى قطيعة فنيّة بينكما؟
هذا الأمر مرهون بالأعمال المقبلة، ويُمكن أن نتحدّث عن هذا الموضوع في وقته. فكما أنّه يوجد كتّاب كُثر، يوجد أيضاً مخرجون كثر. الليث حجّو سوف يتعامل مع غيري، وأنا أيضاً سوف أتعامل مع مخرجين غيره، وهذا أمر عادي ويحصل في الحياة بين النّاس.
إلى أيّ حدّ أثّرت الأخطاء الإخراجيّة في النص وأفسدته؟
لا شكّ أنّني أشعر بالخيبة.
هنا، أنت ِلا تتحدّثين عن نهاية العمل فقط؟
النهاية كانت خديعة، وهي درجة أعلى من الخيبة. ولكن هناك تفاصيل كنت أتمنّى لو أنّها كانت مختلفة. لكنّ هذا لا ينفي أنّ سامر برقاوي والليث حجّو قدّما صورة أنيقة، وأنا لا أريد أن أبخسهما حقّهما. في المجمل، ثمّة أشياء أعجبتني وأخرى لم تُعجبني، ما عدا النّهاية.
أيّ نهاية كنت تُريدين؟
أن تتمّ معاقبة الجلاد. هناك سياق منطقيّ للأحداث كما للشخصيّة، ويجب تتبّعه. إذا كانت هناك ضرورة إلى نهاية بديلة، فليس من المفترض أن تظهر على عكس مقولة المسلسل.
سيرين عبد النور كما عابد فهد تحدّثا عن وجود نهايتين للعمل؟
لا تأخذوا بهذا الكلام. النهاية الحقيقيّة كانت أنّهم يعرفون أنّ عاصم حيّ عن طريق شقيقته "منال"، ويأخذ الأمن المصريّ علم بذلك، ويُخبر الجهات الأمنيّة في لبنان التي تبدأ بالبحث عنه. أمّا "كريم" فيتمكّن من خلال هذه الأدلّة من الوصول إلى مكان "نايا"، بالتزامن مع وصول الشّرطة. وعندما يدخل يشعر بالخديعة، فيُحاول قتل "نايا" وعاصم" معاً. ولكنّ المسدس يقع من يديه، فيضع الثلاثة يدهم عليه، ثمّ نسمع صوت إطلاق نار، ليتبيّن من خلال مشاهد "الفلاش باك" أنّ منال أفرغت الرصاص من مسدس أخيها، ممّا يعني أنّ إطلاق النار تمّ على يد رجال الشرطة في الخارج.
هذا يعني أنّ أحداً لم يمت؟
هذا صحيح؛ لأنّ "منال" تعرف أنّ أخاها يُمكن أن يُقدم على القتل؛ لذلك أفرغت الرصاص من المسدس. منطقيّاً، لا يُمكن لأحد أن يُصدّق أنّ عاصم لا يُمكن أن يرتكب جريمة، ولذلك تصرّفت "منال" بهذه الطريقة، لأنّها خافت من أن يتورّط شقيقها في العنف أكثر.
كم كنت تعوّلين ككاتبة على الإضافة التي يُمكن أن تحصلي عليها من خلال هذا العمل، وهل "خُرقت" هذه الإضافة نتيجة كلّ ما حصل؟ أم تراها لم تؤثر بك؟
يجب أن نتّفق أوّلاً بأنّ هناك نوعاً فنيّاً اسمه تحويل أدبي أو إعادة إنتاج، وهو موجود في كلّ العالم. ونحن نسمع دائماً بروايات يتمّ تحويلها إلى أعمال سينمائيّة أو تلفزيونيّة أو عن أفلام أعيد إنتاجها بأكثر من نسخة. ولذلك، لا يُمكن أن نُصنّف مسلسل "لعبة الموت" في خانة الإضافة أو عدم الإضافة، لأنّه مأخوذ عن فيلم أُخذ بدوره عن رواية، ولكنّني لم أقرأها.
ببساطة، المسلسل عبارة عن نوع فنيّ، ولكن كان هناك حرص على تقديمه بشكل لائقٍ، يحترم عقل الجمهور، مع إضفاء عنصر الجذب عليه.