الزنجبيل من العائلة الزنجبيلية والتي هي عائلة الكركم والجنسنغ نفسها. تعود أصوله إلى ماليزيا والهند (ومن هنا يُعتبر الزنجبيل من النباتات الطبية الرئيسية في الطب الهندي القديم الإيروفيدا، وهو أقدم أنواع الطب في العالم). ويُزرع الزنجبيل في المناطق الاستوائية والتي غالبًا ما تكون مشمسة جدًّا، وفي مناطق شاسعة في الهند وفي الصين وأندونيسيا والنيبال. وقد ورد اسم الزنجبيل في المخطوطات والكتابات التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3500 سنة، ولكن يُعتقد أنّ استخدامه يعود إلى قبل خمسة آلاف سنة. والزنجبيل من أوائل التوابل التي تم استيرادها منذ فترة طويلة إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وكانت تجارته مزدهرة منذ ذلك الحين.
وقد استُخدم الزنجبيل في العديد من الحضارات مثل الحضارة اليونانية والرومانية، ولكن أيضًا في العصور الوسطى كتوابل لتحسين نكهة الأطباق. ويشتهر الزنجبيل بخصائصه المثيرة للشهوة الجنسية. في حوالى القرن الثامن عشر سقط الزنجبيل المشهور في غياهب النسيان، ولكن استعاد مكانته للاستعمال على نطاق واسع في أيامنا هذه، تمامًا مثل الكركم والجنسينغ. وإذا امتزج الزنجبيل مع الكركم والفلفل الأسود، فإنّ فاعليته تتضاعف 10 مرات، مثلما هو الأمر مع الكثير من التوابل المختلفة. وفي آسيا يُستخدم الزنجبيل بطريقة تقليدية لعلاج مشاكل المعدة والهضم والغثيان والإسهال.
فوائد الزنجبيل - مكوناته
الزنجبيل غني بشكل أساسي بالعناصر المعدنية مثل المنغنيز والفسفور والمغنيسيوم، ولكنه يحتوي كذلك على الكالسيوم والصوديوم والحديد. ويحتوي الزنجبيل على كميات قليلة من فيتامينات "بي1 " B1 و"بي2" B2 ولكن بشكل خاص على الفيتامين "بي3" B3. وبالإضافة إلى ذلك يحتوي الزنجبيل الطازج على الفيتامين "سي" C. وأخيرًا فإنّ جذور الزنجبيل (الجزء السفلي من الساق) يحتوي على كميات غنية من النشا، ويحتوي على كمية جيدة من الزيت الأساسي، ولكن أيضًا على الدهون والبروتينات والكربوهيدرات بكميات جيدة إلى حدّ ما.
فوائد الزنجبيل – الجرعة المناسبة
إنّ الاستهلاك اليومي للزنجبيل رائع لصحة الجسم، وخصوصًا عند مزجه مع توابل أخرى مثل الكركم أو القرفة. ويمكن تناول ما مقداره من 2 إلى 3 غرام من الزنجبيل المجفف، من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. كما يمكن استهلاكه على شكل شاي الأعشاب، أو محضر كعلاج تماثلي، أو كمشروبات طاقة، أو مبشور الزنجبيل الطازج... هناك طرق عديدة ومتنوعة لاستهلاك الزنجبيل، ويقدر أنّ الجرعة المناسبة اليومية للاستهلاكه لا تتعدى 500 ملغم لكي يكون له التأثير المناسب على الجسم.
فوائد الزنجبيل الصحية
- الزنجبيل يحمي ويعزز نظام الهضم بشكل جيد
- يحارب بفاعلية حالات الغثيان والقيء ذات العلاقة بالتنقل والسفر (في القارب أو الطائرة أو السيارة...)، وبعد الخضوع لعملية جراحية وفي حالات الغثيان المرتبط بالحمل أو المرض.
- الزنجبيل يخفض الحمى.
- يحارب الآلام.
- يمتاز بخصائص مضادّة للبكتيريا ومضادّة للفيروسات بشكل مثير للاهتمام.
- منشط رائع للجسم ويعمل بشكل فاعل على تقوية الأشخاص الضعفاء أو الذين أنهكهم المرض.
- فوائده المثيرة للشهوة الجنسية تأتي من قدرته على تقوية الجسم بأكمله، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الهرمونات. وآثاره المقوية للشهوة الجنسية تتضاعف، عندما يتم استخدامه مع الماكا والتريبولوس والجنسينغ، ولكنّ هذه النباتات لها تأثيرها الخاص القوي لتحفيز الشهوة الجنسية.
الزنجبيل: الآثار الجانبية
يمكنك استهلاك الزنجبيل بشكل يومي من دون أية آثار جانبية سيئة، حيث إنّ هذه هي الحال بالنسبة لعدد كبير من الناس في الهند والبلدان الأخرى منذ آلاف السنين. ومع ذلك فقد يؤدي أحيانًا إلى الإسهال الخفيف أو الشعور بالحرقة في المعدة. وفي هذه الحالات يمكن تقليل الكميات المستهلكة، ثم يمكنك زيادتها بشكل تدريجي إلى أن يعتاد عليها جسمك. ومن جهة أخرى يجب تجنّب استهلاك الزنجبيل في حالات انسداد القنوات الصفراوية. أيضًا يجب الحذر عند استخدام بعض الأدوية التي من المفترض أن تقلل من دور الجهاز المناعي (على سبيل المثال أثناء عملية زرع الأعضاء).
فوائد الزنجبيل: رأي الخبراء
الزنجبيل نبتة آمنة ولها قيمة عالية في آسيا وخصوصًا في الهند، حيث يُستهلك الزنجبيل بانتظام في الأطباق المختلفة. وللزنجبيل تأثير معروف على عدد كبير من اضطرابات الهضم والآلام المختلفة والصحة بشكل عام، إنه نبتة تحمي الجسم بشكل فعّال، وأجهزة الجسم والأعضاء والصحة عمومًا.
فوائد الزنجبيل : معلومات إضافية
ينبغي ملاحظة أنّ مذاق الزنجبيل الطازج يختلف تمامًا عن مذاقه مجفّفًا. وتجري دراسة تأثير الزنجبيل في حالات العلاج الكيميائي من أجل تخفيف الشعور بالغثيان عند الخضوع للعلاجات الكيميائية، ويُستخدم الزنجبيل في بعض المراكز الطبية، لتجنب الشعور بالغثيان عند إجراء العمليات الجراحية. ومن ناحية أخرى فإنّ الزنجبيل، مثلما هي الحال بالنسبة للكركم، يخضع للعديد من الدراسات لمعرفة فوائده المحتملة ضد السرطان وخصوصًا سرطان القولون والمبايض. كما يمتاز الزنجبيل بخصائص تعمل على تسخين الجسم من الداخل.