التفكير النقدي من أهم المهارات التي يحتاجها الأطفال في كل مراحل حياتهم، فهو وسيلة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية المستقبلية، وقد لا تكون الفرصة متاحةً لممارسة هذا النوع من التفكير في المدرسة، لهذا فالبداية دائماً ما تكون من داخل الأسرة؛ ومع هؤلاء الآباء الذين يسعون بأسلوب تربيتهم لتعزيز مهارة التفكير النقدي لدى الأطفال.
اللقاء مع الدكتورة ليلى مهران أستاذة الطب النفسي وتعديل السلوك، للتعرف في هذا التقرير إلى معنى التفكير النقدي وفوائده وأهم الطرق لتعزيزه لدى أطفالنا.
أفكار تهمك:
التفكير النقدي من أهم المهارات التي يحتاجها الأطفال في عصرنا الحالي، المليء بالمعلومات والأفكار، لهذا من المهم أن يكون الأطفال قادرين على تقييم المعلومات وتحليلها بشكل نقدي.
الأطفال بحاجة إلى التفكير خارج المألوف، وحل المشكلات بطريقة إبداعية، وهناك العديد من الطرق لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لديهم.
يمكن للآباء والمعلمين القيام بذلك الدور؛ عن طريق توفير بيئة غنية بالمعلومات والتحفيز، وفتح الباب للأطفال للأسئلة المفتوحة، وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم.
مهارات التفكير الناقد..من الصفات المكتسبة للطفل
ما هو التفكير النقدي؟
التفكير النقدي هو قدرة الطفل على تخيل المعلومات وتحليلها وتقييمها؛ لتحديد مدى سلامتها وواقعيتها، وبالتفكير النقدي يتمكن الأطفال من تكوين الآراء والأفكار الخاصة بهم على نحو سليم ومنظم ومعرفة الجيد منها والعكس، والتفكير النقدي جزءٌ من حل المشكلات واتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وهو أساس التعليم.
عقل الطفل صندوق مكدّس بالمعلومات
وهنا تُشير الدكتورة ليلى مهران، بأن عقل الطفل يُملأ بعدد ضخم من المعلومات، التي يستقبلها في كل مرحلة دراسية ما، ليصبح عقله في النهاية مثل الصندوق، مُعبأ ومقيد بالمعلومات ولكن بلا أي فائدة؛ نظراً لأن النظام التعليمي يعوق حركة الطفل.
وتضييف: وحتى لا يصبح عقل طفلك مُستقبلاً للمعلومات فقط، وجب تنمية التفكير النقدي ما يجعل الطفل يستقبل ويُخرج معلومات؛ بمعنى أن يُقيّم الطفل كل معلومة تدخل عقله ويحللها، ويبحث عن مدى صحتها وفائدتها ويطرح حولها أسئلة.
لهذا عليك طرح الأسئلة المفتوحة على طفلك والتي تتطلب التفكير والتحليل، وأن توفري بيئةً غنيةً بالمعلومات أمامه، وأن تمنحيه الفرصة لتعلم أشياء جديدة ومتنوعة؛ هيا أدخليه عالم الكتب والألعاب والتجارب.
شجعي طفلك على التفكير النقدي واحترمي آراءه ودعيه يعبر عنها، ويدافع عن أفكاره ويطرح أسئلة حول أفكار الآخرين، في النهاية كوني قدوة لطفلك في التفكير النقدي.. هيا اسألي الأسئلة وابحثي معهم عن المعلومات واستمعي إلى وجهات نظرهم المختلفة.
"سيدتي" الأطفال الذين يتعلمون التفكير النقدي، يكتسبون فهماً أعمق للعالم من حولهم ويميلون للانفتاح على العالم.
كيف تحفزين التفكير النقدي لدى طفلك؟
قومي بإشباع الفضول الذي يُولد به الطفل، والذي يكتسب غالبية مهاراته من الأسرة التي تظل تسقيها له من صغره.
حفّزي طفلك على اكتساب مهارات التقييم والقدرة على حل المشكلات المعقدة في حياته، وهذا يبدأ من سن الثالثة.
عززي الإبداع والاستقلالية لدى طفلك، وشجعيه على السؤال دائماً وعدم كبح الفضول.
شجعي طفلك على بناء علاقات جديدة، وتقييم العلاقات الجيدة من السيئة، والتعامل مع أي تحديات فيها.
عرّفي طفلك كيف يفهم ذاته، وكيف يُقيمها ويحدد أهدافه بدقة، مما يُنبئ بحياة مهنية وشخصية رائعة.
مهارات التفكير النقدي
- الملاحظة، والتحليل. الاستدلال، والتواصل. حل المشكلات.
- بينما عملية التفكير بشكل نقدي تتم: بتحديد المشكلة أو القضية، وجمع معلومات حولها، وتحليل المعلومات من خلال البحث والمناقشة، واقتراح حلول للمشكلة واختيار أفضلها.
إستراتيجيات تعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال
كن قدوة لطفلك:
أفضل طرق تعليم المهارات للأطفال هي؛ أن يبدأ الآباء بممارسة تلك المهارات أمام أطفالهم، والأطفال يميلون إلى تقليد ما يرونه.
يمكن للآباء ممارسة التفكير النقدي أمامهم لتوصيل المهارة لأطفالهم؛ ويتم ذلك بممارسة التفكير أمامهم في أشياء ما وطرح الأسئلة وتحليلها، حتى الوصول إلى الاستنتاجات، والرأي النهائي فيها من ناحية صحة هذه الأشياء أو كونها عادلةً أو أخلاقيةً.
التعلم عن طريق اللعب:
الأطفال يتعلمون باستمرار عن طريق اللعب، وقضاء وقت معهم في اللعب أمر مهم، ويجب أن يحدث بشكل دوري خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، والآباء يمكنهم تطوير عدة مهارات من خلال اللعب معهم، ومنها مهارات التفكير النقدي.
يمكن طرح أسئلة على الطفل حول اللعبة، أو حول أي أشياء أخرى أو شيء يحبه ويثير اهتمامه؛ بهدف مناقشته وتدريب عقله على التفكير.
التفكير في حل المشكلات:
من أهم المهارات التي تنمي التفكير النقدي هي حل المشكلات، والمناقشة معهم وتبادل الأفكار ومساعدتهم، ويمكن طرح مشكلة ما والطلب من طفلك أن يفكر في أكثر من ثلاث طرق لحلها، فالمهم هو تدريب عقل الطفل من خلال مناقشته ومساعدته على الحل.
التشجيع على طرح الأسئلة:
قد يكون الإجابة على الأسئلة المستمرة للطفل في المنزل أمراً مرهقاً، لكن تشجيع الطفل يُعد من الطرق المهمة لتنمية تفكيره النقدي، لا تعترضي ولا تُظهري مشاعر النفور من أسئلة طفلك، وثقي بأن عدم الإجابة يقتل فضول الطفل، وتجعله ينطوي على ذاته وقد يبحث في أماكن أخرى، كما أن طرح الأسئلة يُعلم الطفل كيفية التعبير عن نفسه وما يدور بداخلها، فينمو ذكاؤه العاطفي.
التشجيع على الانفتاح:
سيدتي الأم إن الانفتاح يعني أن يكون الطفل موضوعياً وغير متحيز لفكرة أو أفكار معينة، والنظر لأي قضية وتحليلها بشكل موضوعي لكل جوانبها، وقد يكون لدى الطفل نظرة مسبقة عن أمر ما- اكتسبها منكم أو من بيئته المحيطة- لذا عليك تدريبه بأن يترك أحكامه وافتراضاته عن هذا الأمر والمناقشة معه حولها وتحليلها.
تدريب الطفل على اتخاذ القرارات:
تقييد الطفل الدائم وعدم السماع لرأيه، من الأمور التي تؤثر عليه مستقبلاً، لهذا اتركي له مساحة ليعبر عن رأيه؛ مثل فكرة كيفية قضاء وقته، أو اتخاذ قرارات حول ما يجب فعله بمصروفه الشهري، مع توجيهه إذا ما كان سينفق في شيء يضره.
والأمر دائماً يبدأ بالتقليد، فحينما يرى الأطفال الآباء يمارسون عملية اتخاذ القرار حول موضوع ما، فإنهم يتعلمون من ذلك الطريقة التي فكرتم وحللتم بها حتى الوصول إلى قرار معين.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص