بعض الأشخاص يتنفسون من الفم ربما لمعاناتهم من انسداد الأنف، لكن الطريقة التي نتنفس بها تؤثر بشكل كبير في صحتنا العامة.
التنفس من الأنف هو الشكل الطبيعي لهذه العملية الحيوية ليقوم الجسم بوظائفه، بينما التنفس من الفم له تبعات عديدة وجميعها مضرة؛ لذلك يجب تدريب نفسكِ على التنفس من الأنف وعلاج أي مشكلة تحول دون ذلك، للحفاظ على صحتكِ.
إعداد: إيمان محمد
آثار التنفس من الفم على الجسم
للتنفس من الفم العديد من الأضرار، وتشمل هذه التأثيرات أجهزة ووظائف مختلفة. في ما يلي أبرز أضرار التنفس من الفم:
التأثير في الجهاز التنفسي
يؤثر التنفس من الفم بشكل سلبي في الجهاز التنفسي، حيث إنه لا يفلتر الهواء بكفاءة الأنف نفسها؛ فالأغشية المخاطية والشعر داخل الأنف يعملان كمرشح طبيعي لمنع دخول الجزيئيات الضارة والبكتيريا إلى الرئتين. وفقاً لـAmerican Journal of Respiratory، فإن التنفس من الفم يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي والتهابات الشعب الهوائية.
جودة النوم
يعاني الأشخاص الذين يتنفسون من الفم في أثناء النوم من مشاكل في النوم، مثل انقطاع النفس النومي والشخير. هذه المشاكل تؤثر في دورة النوم الطبيعية؛ ما يؤدي إلى التعب المزمن وضعف التركيز. أكدت National Sleep Foundation أن التنفس من الفم في أثناء النوم يمكن أن يسبب اضطرابات النوم ما يؤثر سلباً في الصحة النفسية والجسدية.
صحة الفم والأسنان
يؤدي التنفس من الفم إلى جفاف الفم نتيجة فقدان الرطوبة الطبيعية الموجودة داخل الفم وتعريضها للهواء الدائم. هذا الجفاف يؤدي إلى تكوُّن البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان وأمراض اللثة. وفقاً لجمعية طب الأسنان الأمريكية "ADA"، فإن الأشخاص الذين يتنفسون من الفم معرضون أكثر للإصابة برائحة الفم الكريهة والتهابات الفم المزمنة.
مظهر الوجه والفك
ربما لا تتوقعين أن التنفس من الفم أيضاً يؤثر في شكل الوجه والفك، لكن على المدى الطويل. التنفس المزمن من الفم يسبب تغييرات في نمو العظام، خاصة عند الأطفال والمراهقين، لكنه قد يؤثر أيضاً في البالغين. كما أن التنفس من الفم يمكن أن يؤدي إلى ارتخاء عضلات الوجه ويغير في شكل الفك السفلي.
صحة القلب والأوعية الدموية
هناك علاقة أساسية بين التنفس السليم ومشكلات القلب، وخاصة أن انقطاع النفس في أثناء النوم، الذي يُعَدُّ بين تبعات التنفس من الفم، يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. أشار Journal of Clinical Sleep Medicine إلى أن التنفس من الفم ولا سيما في أثناء النوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 30%.
الصحة النفسية والعاطفية
لا يقتصر تأثير التنفس من الفم على الصحة الجسدية فحسب، بل يمتد أيضاً ليشمل الصحة النفسية والعاطفية. التنفس غير الطبيعي يزيد من احتمال الشعور بالقلق والتوتر نتيجة لعدم كفاية الأكسجين الذي يصل إلى الدماغ. وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology، فإن انخفاض مستويات الأكسجين في الجسم يمكن أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية، ضعف التركيز، وزيادة معدل الشعور بالإرهاق.
اقرئي أيضاً: تجربتي في التغلُّب على مشاكل الحساسية الموسمية
النشاط والرياضة
يعاني الأشخاص الذين يتنفسون من الفم من انخفاض النشاط وصعوبة ممارسة الرياضة، وذلك لأن التنفس من الأنف يسمح بتدفق أفضل للأكسجين إلى العضلات؛ ما يحسِّن من كفاءة الأداء، في حين أن التنفس من الفم يؤدي إلى ضيق التنفس وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الجسم.
علاج التوقف عن التنفس من الفم
إذا كنتِ تعانين من هذه الحالة؛ فهناك عدة طرق للتوقف عنها والعودة إلى طريقة التنفس الطبيعية من الأنف، أبرزها:
التشخيص المبكر
تنبغي زيارة الطبيب عند ملاحظة أي علامات مثل جفاف الفم في أثناء الليل، الشخير، أو التعب المزمن.
استخدام الأجهزة التصحيحية
في بعض الحالات، يوصي الأطباء باستخدام أجهزة لتوسيع الممرات الأنفية؛ ما يحفز على التنفس الأنفي.
تمارين التنفس
تعلم تقنيات التنفس الصحيحة يمكن أن يساعد في تحسين عادات التنفس. الدكتور باتريك ماكين، مؤلف كتاب The Oxygen Advantage، ينصح بتمارين التنفس الأنفي لتحسين وظائف الرئتين.
علاج الحالات المرضية
إذا كان التنفس من الفم ناتجاً عن انسداد الأنف بسبب الحساسية أو انحراف الحاجز الأنفي؛ فإن علاج هذه الحالات يُعَدُّ خطوة ضرورية.
ختاماً يجب أن تعرفي أن التنفس من الأنف حالة لها تبعات خطيرة قد تتخطى مجرد الشخير أو الجفاف، بل تمتد إلى القلب والرئتين؛ لذلك يجب التوقف عن هذه العادة من خلال اتباع التعليمات التي تم ذكرها. ولا تترددي في استشارة الطبيب إن لزم الأمر.
* ملاحظة من «سيِّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.