أهمية التمارين الذهنية للصحة النفسية وقاية من الأمراض التنكسية

عالم اليوم مليء بالضغوط والتحديات، مما جعل الصحة النفسية قضية محورية تستدعي اهتماماً متزايداً. ومع تزايد الوعي بأهمية العناية بالصحة العقلية، ظهر مفهوم التمارين الذهنية كأداة فعالة لتحسين الأداء العقلي وتعزيز الرفاه النفسي والوقاية من بعض أمراض العصر؛ كالقلق والتوتر والاكتئاب، فالدماغ، مثل العضلات، يحتاج إلى التمرين المستمر؛ للحفاظ على كفاءته وقوته.
"سيّدتي" تطلع من الاختصاصية في علم النفس فانيسا حداد على أهمية التمارين الذهنية للصحة النفسية، وكيف يمكن أن تُسهم في تقليل التوتر، وتعزيز التركيز، وتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض التنكسية مثل الخرف والزهايمر.

ما هي التمارين الذهنية؟

التمارين الذهنية هي أنشطة تستهدف تحفيز الدماغ، وتعزيز قدراته المعرفية، وتقوية مهارات التفكير والتحليل. تتنوع هذه التمارين بين الألغاز، وألعاب الذكاء، والتأمل، وتمارين الذاكرة، وحتى القراءة والكتابة. الهدف منها هو إبقاء العقل نشطاً وحيوياً، مما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية والقدرة على التعامل مع التحديات اليومية.

فوائد التمارين الذهنية للصحة النفسية

تقليل التوتر والقلق

تساعد التمارين الذهنية على تقليل مستويات التوتر والقلق من خلال توجيه الانتباه نحو مهام معينة تشغل العقل بطريقة إيجابية. على سبيل المثال، يمكن أن يكون حل الألغاز أو ممارسة التأمل وسيلة فعالة لتخفيف الضغط النفسي، حيث تسهم هذه الأنشطة في تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز الاسترخاء.
ربما يكون من الجيد الاطلاع على أفضل تمارين التأمل والاسترخاء للتخلص من الضغوط النفسية وفق طبيبة

تحسين التركيز والانتباه

العقل مثل العضلة، كلما قمتِ بتمرينه؛ أصبح أكثر قوة. تساعد التمارين الذهنية على تحسين التركيز والانتباه؛ من خلال تدريب الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وهذا مهم جداً في عالم اليوم، حيث تكثر المشتتات، ويصبح التركيز صعباً. يمكن أن تساعد تمارين مثل ألعاب الذاكرة أو تقنيات الانتباه الذهني (Mindfulness) على تعزيز القدرة على التركيز لفترات أطول.

تعزيز الذاكرة والقدرات المعرفية

تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الذهنية بانتظام يمكن أن تقلل من خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر؛ مثل مرض الزهايمر. الأنشطة مثل حل الكلمات المتقاطعة، وتعلم لغات جديدة، والقراءة اليومية، تُسهم في تقوية الذاكرة وتعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي.
قد تهمك قراءة فوائد الأفوكادو للأعصاب وزيادة التركيز وتحسين الذاكرة وفق طبيبة

تعزيز الشعور بالسعادة والرضا

عندما يتم تحدي الدماغ بتمارين ذهنية، فإنه يفرز مواد كيميائية مثل الدوبامين، التي ترتبط بالشعور بالسعادة والمكافأة. هذا يجعل الأنشطة العقلية المحفزة وسيلة رائعة لتعزيز المزاج وزيادة الشعور بالرضا النفسي.

تحسين القدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات

التمارين الذهنية تحفز التفكير الإبداعي والمنطقي، مما يعزز قدرة الشخص على حل المشاكل واتخاذ القرارات بشكل أفضل. وهذا مفيد في الحياة اليومية، سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية، حيث يتطلب الأمر اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة.

التمارين الذهنية: أمثلة مفيدة

إذا كنتِ تتساءلين عن كيفية دمج التمارين الذهنية في حياتك اليومية، فإليكِ بعض الأفكار:

1. الألغاز وألعاب الذكاء: مثل الشطرنج، السودوكو، الكلمات المتقاطعة، وألعاب الذاكرة.
2. القراءة والكتابة: قراءة الكتب أو المقالات التي تساعد في تعزيز التفكير النقدي والإبداعي.
3. التأمل وتمارين اليقظة الذهنية: تساعد في تقليل القلق وتعزيز التركيز.
4. تعلم مهارات جديدة: مثل تعلم لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية، يُسهم في تحفيز الدماغ ويُبقيه نشطاً.
5. ممارسة التفكير الإيجابي: إعادة تدريب العقل على التفكير بإيجابية يساعد في تحسين الصحة النفسية.

التمارين الذهنية للصحة العقلية: خاتمة

تؤكد اختصاصية علم النفس فانيسا حداد أن التمارين الذهنية ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل استثمارٌ حقيقيٌ في الصحة النفسية والعقلية. من خلال دمج هذه التمارين في روتيننا اليومي؛ يمكننا تحسين قدراتنا المعرفية، وتعزيز التركيز، وتقليل التوتر، مما ينعكس إيجاباً على جودة حياتنا بشكل عام، لذلك كما نحرص على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحة أجسادنا؛ فيجب علينا أن نمنح عقولنا نفس الاهتمام؛ من خلال التمارين الذهنية.

* ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.